سورة مريم
معنى السورة : خصصت إحدى سور القرآن الكريم باسم «مريم» ومعناها : خادمة الرب.. كما ورد على لسان أمّها «جنة» وقد جاء ذكر ذلك في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين من سورة «آل عمران» : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فلمّا ولدت امرأة عمران ابنتها «مريم» قالت متحسرة محزونة معتذرة كما تخبرنا الآية الكريمة التالية : (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) وخاطب الله سبحانه نبيّه الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واذكر أيها النبيّ حين قالت امرأة عمران «حنّة أم مريم» لما أحسّت بالحمل : ربّ إنّي نذرت أن أجعل ما في بطني لعبادتك غلاما عتيقا خالصا لله.. متفرغا لخدمة بيتك المقدس «المسجد» فلمّا ولدت «مريم» قالت معتذرة : ربّ إنّي وضعتها أنثى وهي لا تصلح لخدمة المسجد وكنت أرجو أن يكون الولد ذكرا لأوفي بنذرك ـ والله أعلم بما وضعت ـ أورد الله تعالى هذه الجملة لدفع توهم أنها تريد إخباره سبحانه..
تسمية السورة : ورد ذكر هذا الاسم كثيرا في القرآن الكريم وهي من آل عمران وقد نذرتها والدتها لخدمة المسجد وبعد أن وضعتها توجهت إلى ربّها متضرعة ربّ اجعلها عابدة قانتة وإنّي سميتها مريم ـ أي خادمة الرب ـ فرضي الله سبحانه بمريم لوفاء النذر وجعل زكريا ـ زوج خالتها ـ كافلا لها. و «مريم» تسمى مريم العذراء.. ظهر لها الملك جبريل ـ عليهالسلام ـ وبشّرها بالمسيح ـ عليهالسلام ـ وقيل : سمّي المسيح عيسى ابن مريم بهذا الاسم لأنه مسح بدهن طيب الرائحة كان الأنبياء يتمسحون به.. فإذا مسح به أحد علم أنّه نبيّ. ومن معاني الاسم «مريم» : المرتفعة. ويجمع على «مريمات» والاسم هو اسم علم أعجمي ـ سرياني ـ يطلق على المرأة.. والاسم ممنوع من الصرف ـ التنوين ـ للعلمية والعجمة. وقيل : إنّ يوسف