** (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) : في هذا القول الكريم يكون التقدير : فلا يغلبنك أهل الملل الأخرى في أمر الدين وادع إلى توحيد ربك.. فحذف المضاف إليه «الدين» وعوض المضاف «أمر» بالألف واللام وبعد حذف المضاف «توحيد» حلّ المضاف إليه للتعظيم «ربك» محلّه.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حين قال مشركو خزاعة : ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله.
** (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية والسبعين. هذه الكلمة كلمة ذم وهي ضد «نعم» وقال الجوهري : اللفظ منقول من «بئس فلان» إذا أصاب بؤسا ويقال : بؤسا له وهو مثل «تعسا له» أي ألزمه الله هلاكا تلفظ بفتح التاء وبضم التاء مثل «بؤسا له» كما يقال : جوسا له : أي جوعا له. ويقال : هذا شيء لا بأس به بمعنى : لا مانع ولا ضرر.. ولا بأس فيه : أي لا حرج.. ولا بأس عليك : بمعنى : لا خوف عليك.
** (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والسبعين.. و «لن» حرف نفي ونصب واستقبال.. ويرى الزمخشريّ أن «لا» تنفي المستقبل ويؤكد نفيها بحرف «لن» و «لن» هي أخت «لا» في نفي المستقبل كما في الآية المذكورة فلن هنا نفت المستقبل نفيا مؤكدا وتأكيده هنا للدلالة على أن خلق الذباب منهم مستحيل مناف لأحوالهم كأنه قال : محال أن يخلقوا.
** (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) : في هذا القول الكريم معنى التعجب.. المعنى : ضعف الصنم الطالب خلق الذباب أو ردّ المسلوب فحذف مفعول اسم الفاعل «الطالب» وهو «خلق الذباب» وضعف الذباب السالب المطلوب فحذف الموصوف «المنعوت» وهو «الذباب» وحلّت صفته «المطلوب» اسم مفعول ـ محلّه. قال الزمخشريّ : هذا القول الكريم من أبلغ ما أنزله الله في تجهيل قريش واستركاك عقولهم والشهادة على أن الشيطان قد خزمهم بخزائمه : أي أذلهم. وخزائم : جمع «خزامة» وهي حلقة من شعر تجعل في الأنف يشدّ فيها الزمام.. حيث وصفوا بالالهية التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلّها للإحاطة بالمعلومات عن آخرها صورا وتماثيل يستحيل منها أن تقدر على أقلّ ما خلقه الله وأذلّه وأصغره وأحقره ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا.. وأدلّ من ذلك عجزهم وانتفاء قدرتهم أنّ هذا الخلق الأقلّ الأذلّ لو اختطف منهم شيئا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا. و «الذباب» يجمع على «ذبّان» بكسر الذال وهو جمع كثرة و «أذبّة» وهو جمع قلة. وواحدته : ذبابة.. ومنه القول : ذبذبه ذبذبة : أي تركه حيران مترددا.. ويقال : ذبّ عن حريمه ـ يذبّ ـ ذبّا.. من باب «ردّ» بمعنى : حمى ودفع عنه فهو ذبّاب ـ فعّال بمعنى فاعل.. من صيغ المبالغة ـ أي دفّاع عن أهله وقومه.. ويطلق الذباب عند العرب على الزنابير والنحل والبعوض.. ويقال : هذا رجل مذبذب ـ بكسر الذال ـ بمعنى : متردد بين أمرين وهو اسم فاعل ولا يقال : مذبذب ـ بفتح الذال لأن الأصل كونه اسم فاعل وليس اسم مفعول ومن أمثلة العرب على الجرأة قولهم : فلان أجرأ من ذباب.. لأن الذباب يقع على أنف السلطان وعلى جفن الأسد. ومن أسماء العرب القديمة التي ما يزال بعضها شائعا إلى الآن «عنتر» وهو الذباب الأزرق.. أو العنتر ـ بفتح العين والتاء. والعنتر ـ بضم العين والتاء. والعنتر ـ بضم العين وبفتح التاء. والواحدة : عنترة.. وبه سمّي «عنترة» البطل العبسيّ الجاهليّ وأحد أصحاب المعلّقات السبع. والعامّة