(زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأقرب رحما : معطوف بالواو على «خيرا منه زكاة» ويعرب إعرابه بمعنى وأقرب قرابة ورحمة ولم ينون آخر «أقرب» لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ التفضيل وبوزن الفعل.
** (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا) : المراد به : الخضر صاحب موسى ـ عليهالسلام ـ حظي عند الصوفيين بمركز ممتاز فادعوا الاتصال المباشر به. جاء وصفه جامعا لأوصاف إيليّا النبي.. وأشار القرآن الكريم إليه في هذه الآية الكريمة الوارد ذكرها في الآية الكريمة الخامسة والستين رافعا ذكره وهو من عباد الله الصالحين آتاه الله تعالى ولاية ونعمة وقيل : نبوّة. وعلّم بعض المعلومات الغيبية التي خصّه سبحانه بها. واسمه : بليان بن ملكان. وقوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) معناه : وعلّمناه ممّا يختصّ بنا علم الغيب وبعد حذف المضاف إليه «الغيب» نوّن آخر «علم» لانقطاعه عن الإضافة.
** (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والسبعين أي فقال موسى للخضر مستنكرا : كيف قتلت نفسا بريئة طاهرة بغير قتل نفس ارتكبته لتستحق القصاص فحذف المضاف إليه الأول «قتل» اختصارا لأنه معلوم وأقيم المضاف إليه الثاني «نفس» مقامه.
** (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والسبعين.. المعنى : يكاد أن يسقط أي آئلا للسقوط فأقامه الخضر ورمّه. وقد استعار الإرادة للمشارفة على السقوط.
والعرب تستعمل الإرادة لغير العاقل في معنى القرب أي فأعاد الخضر عمارة الجدار.
** (قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) : أي على إعادة بنائه وبعد حذف المضاف والمضاف إليه «إعادة بناء» أوصل حرف الجر «على» بالهاء المضاف إليه الثاني فصار : عليه.
** (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة والسبعين.. المعنى : كانت ملكا لمساكين.. وهي جمع «مسكين» و «المسكين» كما قال الفيّوميّ والأصمعيّ وهو أحسن حالا من الفقير وقال يونس : الفقير أحسن حالا من المسكين قال : وقلت لأعرابيّ : أفقير أنت؟ فقال : لا والله بل مسكين. وقال ابن الأعرابي : الفقير الذي لا شيء له والمسكين مثله. وقد يكون بمعنى «الذلة والضعف» وفي الحديث : «ليس المسكين الذي تردّه اللّقمة واللّقمتان وإنما المسكين الذي لا يسأل ولا يفطن له فيعطى» وقيل : المسكين : أيضا : هو الذليل المقهور وإن كان غنيا.
(وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (٨٢)
(وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ) : معطوف بالواو على «أمّا السفينة فكانت لمساكين» في الآية الكريمة التاسعة والسبعين ويعرب إعرابه.