وأبي هريرة ، وبريدة الأسلميّ. ا ه من «الحلية» (١).
وقال ابن عبّاس وغيره في معنى قوله تعالى : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ...) الآية : إنه ما ينتقص من النهار ، فيزيد في الليل ، وما ينتقص من الليل ، فيزيد في النّهار دأبا كلّ فصل من السنة (٢) ، وتحتمل ألفاظ الآية أن يدخل فيها تعاقب الليل والنهار ؛ كأن زوال أحدهما ولوج في الآخر.
واختلف في معنى قوله تعالى : (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ...) الآية :
فقال الحسن : معناه : يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن (٣) ، وروي نحوه ، عن سلمان الفارسيّ (٤) ، وروى الزّهريّ ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، لمّا سمع نغمة (٥) خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث ، فقال : «من هذه» فأخبر بها ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «سبحان الّذي يخرج الحيّ من الميّت» ، وكانت امرأة صالحة ، وكان أبوها كافرا (٦) ، والمراد على هذا : موت قلب الكافر ، وحياة قلب المؤمن.
__________________
(١) ينظر : «الأذكار» (ص ٣٣٧ ـ ٣٣٨)
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٢٢) برقم (٦٧٩٢) وذكره الماوردي في «تفسيره» (١ / ٣٨٤) ونسبه للجمهور ، وذكره ابن عطية (١ / ٤١٧)
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٢٥) برقم (٦٨١٤) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (١ / ٢٩١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) ، وعزاه لابن جرير ، وأبي الشيخ عن الحسن.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٢٥) برقم (٦٨١٥) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) ، وعزاه لابن مردويه.
(٥) ذكر هذا الحديث الطبري (٦٨٢١) بلفظ «أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم دخل على بعض نسائه ، فإذا بامرأة حسنة النّعمة ، فقال : من هذه؟ قالت إحدى خالاتك! قال : إن خالاتي بهذه البلدة لغرائب! وأيّ خالاتي هذه؟ قالت :
خالدة ابنة الأسود بن عبد يغوث. قال : سبحانه الذي يخرج الحيّ من الميت! وكانت امرأة صالحة ، وكان أبوها كافرا. وقد علق عليه الشيخ أحمد شاكر قائلا :
قوله : «حسنة النعمة» ، في المطبوعة : «النغمة» بالغين المعجمة ، وهو خطأ ، والنعمة (بفتح النون وسكون : العين) المسرة والفرح والترفه ، وكأنه يعني ما يبين عليها من أثر الترف والنعمة. بيد أن الذي رواه ابن سعد ، وما نقله الحافظ ابن حجر في الإصابة : «حسنة الهيئة».
هذا ما قاله العلامة أحمد شاكر ، إلا أن الرواية الواردة في الأصول عندنا «لما سمع نغمة» تشعر بترجيح المعجمة أو لعل الحديث ذكر مع اختلاف في ألفاظه.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٣٠٨ ـ شاكر) ، وعبد الرزاق في «تفسيره» (١ / ١١٧ ـ ١١٨) عن الزهري مرسلا ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٧) ، وزاد نسبته إلى ابن سعد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.