قالت حين وضعتها : (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) ، فضرب بينهما حجاب ، فطعن الشّيطان في الحجاب» (١) ، وقد اختلفت ألفاظ هذا الحديث ، والمعنى واحد ؛ كما ذكرته ، قال النوويّ : باب ما يقال عند الولادة (٢) : روّينا في كتاب ابن السّنّيّ ، عن فاطمة (٣) (رضي الله عنها) «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لمّا دنا ولادها ، أمر أمّ سلمة ، وزينب بنت جحش ؛ أن تأتياها ، فتقرآ عندها آية الكرسيّ ، و (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ...) إلى آخر الآية ،
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٣٣٦ ـ شاكر) رقم (٦٨٨٤) ، (٦٨٨٥) ، (٦٨٨٦) ، والحاكم (٢ / ٥٩٤) كلاهما من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة به.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وهذه الرواية ذكرها السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٣٤) وزاد نسبتها إلى عبد بن حميد.
وأخرجه البخاري (٨ / ٦٠) كتاب «التفسير» ، باب (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) ، حديث (٤٥٤٨) و (٦ / ٥٤١) كتاب «أحاديث الأنبياء» ، باب (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ) ، حديث (٣٤٣١) ، ومسلم (٤ / ١٨٣٨) كتاب «الفضائل» ، باب فضائل عيسى عليهالسلام ، حديث (١٤٦ / ٢٣٦٦) ، وأحمد (٢ / ٢٣٣ ، ٢٧٤ ـ ٢٧٥) ، والطبري في «تفسيره» (٦ / ٣٣٩ ـ شاكر) رقم (٦٨٩١) ، وابن حبان (٦٢٣٥ ـ الإحسان) ، والواحدي في «الوسيط» (١ / ٤٣١ ـ بتحقيقنا) ، والبغوي في «معالم التنزيل» (١ / ٢٩٥) كلهم من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به.
وأخرجه الطبري (٦ / ٣٤٣ ـ شاكر) رقم (٦٨٩٩) ، وأبو يعلى (١٠ / ٣٧٦) رقم (٥٩٧١) من طريقين عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري (٦ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩) كتاب «بدء الخلق» ، باب صفة إبليس وجنوده ، حديث (٣٢٨٦) ، والحميدي (٢ / ٤٥٠) رقم (١٠٤٢) ، كلاهما من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم (٤ / ١٨٣٨) ، كتاب «الفضائل» ، باب فضائل عيسى عليهالسلام ، حديث (١٤٧ / ٢٣٦٦) ، والطبري في «تفسيره» (٦ / ٣٣٨ ـ شاكر) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث ؛ أن أبا يونس سليمان مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة به.
والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٣٤) ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٢) ينظر : «حلية الأبرار» (ص ٣١٨)
(٣) هي : فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، الزهراء ، سيدة نساء العالمين ما عدا مريم بنت عمران. أمها : خديجة بنت خويلد بن وهب .. كنيتها : أم أبيها.
هي أول من غطي نعشها في الإسلام ، ثم بعدها زينب بنت جحش ، كانت أحب الناس إلى رسول الله ، وأول آل بيته لحوقا به بعد موته ، وقد كتبت في سيرتها المؤلفات الكثيرة ، ولا يتسع المقام لذكر شيء منها. توفيت لثلاث خلون من رمضان سنة (١١) ه وكان عمرها (٢٩) سنة.
تنظر ترجمتها في : «أسد الغابة» (٧ / ٢٢٠) ، «الإصابة» (٨ / ١٥٧) ، «الثقات» (٣ / ٣٣٤) ، «بقي بن مخلد» (١٣٧) ، «تجريد أسماء الصحابة» (٢ / ٢٩٤) ، «تقريب التهذيب» (٢ / ٦٠٩) ، «تهذيب التهذيب» (١٢ / ٤٤٠) ، «تهذيب الكمال» (٣ / ١٦٩١) ، «أعلام النساء» (٤ / ١٠٨) ، «السمط الثمين» (١٧١) ، «الدر المنثور» (٣٥٩) ، «الاستيعاب» (٤ / ١٨٩٣) ، «حلية الأولياء» (٢ / ٢٩)