فلا نظر لأحد معه.
و (يَخْتَصِمُونَ) : معناه : يتراجعون القول الجهير في أمرها.
وفي هذه الآية استعمال القرعة ، والقرعة سنّة ، «وكان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، إذا سافر ، أقرع بين نسائه» (١) وقال صلىاللهعليهوسلم : «لو يعلمون ما في الصّفّ الأوّل ، لاستهموا عليه» (٢).
واختلف أيضا ، هل الملائكة هنا عبارة عن جبريل وحده أو عن جماعة من الملائكة؟
و (وَجِيهاً) : نصب على الحال ، وهو من الوجه ، أي : له وجه ومنزلة عند الله ، وقال البخاريّ : وجيها : شريفا ا ه.
(وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) : معناه : من الله تعالى ، وكلامه في المهد : آية دالّة على براءة أمّه ، وأخبر تعالى عنه أنّه أيضا يكلّم الناس كهلا ، وفائدة ذلك أنّه إخبار لها بحياته إلى سنّ الكهولة ، قال جمهور النّاس : الكهل الذي بلغ سنّ الكهولة ، وقال مجاهد : الكهل : الحليم ؛ قال ع (٣) : وهذا تفسير للكهولة بعرض مصاحب لها في الأغلب ، واختلف النّاس في حدّ الكهولة ، فقيل : الكهل ابن أربعين ، وقيل : ابن خمسة وثلاثين ، وقيل : ابن ثلاثة وثلاثين ، وقيل : ابن اثنين وثلاثين ، هذا حدّ أوّلها ، وأمّا آخرها ، فاثنان وخمسون ، ثم يدخل سنّ الشيخوخة.
وقول مريم : (أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) : استفهام عن جهة حملها ، واستغراب للحمل على بكارتها ، و «يمسس» : معناه : يطأ ويجامع.
ص : والبشر يطلق على الواحد والجمع. ا ه.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٥ / ٢١٨) ، كتاب «الهبة» ، باب هبة المرأة لغير زوجها ، الحديث (٢٥٩٣) ، ومسلم (٤ / ٢١٣٠) ، كتاب «التوبة» ، باب في حديث الإفك ، الحديث (٥٦ / ٢٧٧٠) ، والنسائي في «الكبرى» (٥ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦) كتاب «عشرة النساء» ، باب قرعة الرجل بين نسائه إذا أراد السفر ، حديث (٨٩٣١) ، وابن الجارود في (٧٢٣) من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وعلقمة بن وقاص ، وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت : «كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم إذا أراد أن يخرج في سفر ، أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه.
(٢) تقدم.
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٤٣٧)