تعالى : (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) [القلم : ٤٤] قال ابن عبّاس : كلّما أحدثوا خطيئة ، أحدثنا لهم نعمة. ا ه.
(إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٥٦) وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٥٧) ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ)(٥٨)
وقوله تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ...) الآية : اختلف في هذا التّوفّي.
فقال الرّبيع : هي وفاة نوم (١) ، وقال الحسن وغيره : هو توفّي قبض وتحصيل ، أي : قابضك من الأرض ، ومحصّلك في السماء (٢) وقال ابن عبّاس : هي وفاة موت (٣) ، ونحوه لمالك في «العتبيّة» ، وقال وهب بن منبّه : توفّاه الله بالموت ثلاث ساعات ، ورفعه فيها ، ثمّ أحياه بعد ذلك (٤) ، وقال الفرّاء : هي وفاة موت (٥) ، ولكنّ المعنى : إني متوفّيك في آخر أمرك عند نزولك وقتلك الدّجّال ، ففي الكلام تقديم وتأخير.
قال ع (٦) : وأجمعت الأمة على ما تضمّنه الحديث المتواتر (٧) ؛ من أنّ عيسى ـ عليه
__________________
ـ عيناي مثله ، وهو أول من تكلم في علم التوحيد ، وقال ابن الأثير : إمام الدنيا في زمانه ، له رسائل ، منها : «دواء الأرواح» مخطوط ، توفي في (٢٩٧) ه.
ينظر : «وفيات الأعيان» (١ / ١١٧) ، و «حلية» (١٠ / ٢٥٥) ، و «صفة الصفوة» (٢ / ٢٣٥) ، و «تاريخ بغداد» (٧ / ٢٤١) ، و «طبقات السبكي» (٢ / ٢٨) ، و «طبقات الحنابلة» (٨٩) ، «الأعلام» (٢ / ١٤١)
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٨٨) برقم (٧١٢٩) وذكره الماوردي في «تفسيره» (١ / ٣٩٧) ، والبغوي في «تفسيره» (١ / ٣٠٨) ، وابن عطية (١ / ٤٤٢)
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٨٨) برقم (٧١٣١) بنحوه ، وذكره ابن عطية (١ / ٤٤٤)
(٣) ذكره الماوردي في «تفسيره» (١ / ٣٩٦) ، وابن عطية (١ / ٤٤٤)
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ٢٨٩) برقم (٧١٣٨) ، وذكره البغوي في «تفسيره» (١ / ٣٠٨) ، وابن عطية (١ / ٤٤٤) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٦٤) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٥) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (١ / ٤٤٤)
(٦) ينظر : «المحرر الوجيز» (١ / ٤٤٤)
(٧) والحديث المتواتر هو ما رواه جمع يحيل العقل تواطؤهم على الكذب عادة ؛ من أمر حسّيّ ، أو حصول الكذب منهم اتّفاقا ، ويعتبر ذلك في جميع الطّبقات إن تعدّدت. ـ