السلام ـ في السّماء حيّ ، وأنه ينزل في آخر الزّمان ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الصّليب ، ويقتل الدّجّال ، ويفيض العدل ، ويظهر هذه الملّة ملّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ؛ ويحجّ البيت ، ويعتمر ، ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة ، وقيل : أربعين سنة ، ثمّ يميته الله تعالى (١).
__________________
ـ وشروط التّواتر :
١ ـ أن يكون رواته عددا كثيرا.
٢ ـ أن يحيل العقل تواطؤهم على الكذب ، أو أن يحصل الكذب منهم اتّفاقا عادة.
٣ ـ أن يرووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء في كون العقل يمنع من تواطؤهم على الكذب ، أو حصوله منهم اتّفاقا عادة.
٤ ـ أن يكون مستند انتهائهم الإدراك الحسّيّ ؛ بأن يكون آخر ما يئول إليه الطريق ويتم عنده الإسناد ـ أمر حسيّ مدرك بإحدى الحواسّ الخمس الظاهرة ؛ من الذوق ، واللّمس ، والشم ، والسّمع ، والبصر.
ثم إنه من المتّفق عليه عند العلماء ، وأرباب النّظر أنّ القرآن الكريم لا تجوز الرّواية فيه بالمعنى ، بل أجمعوا على وجوب روايته لفظة لفظة ، وعلى أسلوبه ، وترتيبه ، ولهذا كان تواتره اللفظي لا يشكّ فيه أدنى عاقل ، أو صاحب حسّ ، وأما سنّة رسول الله ، فقد أجازوا روايتها بالمعنى لذلك لم تتّحد ألفاظها ، ولا أسلوبها ، ولا ترتيبها.
فإذن يكون الحديث متواترا تواترا لفظيّا ، أو معنويّا ، إذا تعددت الرّواية بألفاظ مترادفة ، وأساليب مختلفة في التّمام والنقص ، والتقديم والتّأخير في الواقعة الواحدة ، حتى بلغت مبلغ التّواتر.
ومن ناحية أخرى ، فإذا تعدّدت الوقائع ، واتفقت على معنى واحد ، دلّت عليه تارة بالتّضمّن ، وتارة بالالتزام حتّى بلغ القدر المشترك في تلك الوقائع المتعددة مبلغ التّواتر فإنه حينئذ يكون متواترا تواترا معنويا ، لا خلاف في ذلك.
ينظر : «البحر المحيط» للزركشي (٤ / ٢٣١) ، «البرهان» لإمام الحرمين (١ / ٥٦٦) ، «الإحكام في أصول الأحكام» للآمدي (٢ / ١٤) ، «نهاية السول» للأسنوي (٣ / ٥٤) ، «منهاج العقول» للبدخشي (٢ / ٢٩٦) ، «غاية الوصول» للشيخ زكريا الأنصاري (٩٥) ، «التحصيل من المحصول» للأرموي (٢ / ٩٥) ، «المنخول» للغزالي (٢٣١) ، «المستصفى» له (١ / ١٣٢) ، «حاشية البناني» (٢ / ١١٩) ، «الإبهاج» لابن السبكي (٢ / ٢٦٣) ، «الآيات البينات» لابن قاسم العبادي (٣ / ٢٠٦)
(١) أخرجه البخاري (٤ / ٤٨٣) في البيوع : باب قتل الخنزير (٢٢٢٢) ، (٥ / ١٤٤) في المظالم : باب كسر الصليب وقتل الخنزير (٢٤٧٦) و (٦ / ٥٦٦) في أحاديث الأنبياء : باب نزول عيسى ابن مريم عليهماالسلام (٣٤٤٨) ، ومسلم في الإيمان : باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم (٢٤٢ ـ ١٥٥) ، (٢٤٣ ـ ...) ، وأبو داود (٢ / ٥٢٠) في الملاحم : باب ذكر خروج الدجال (٤٣٢٤) ، والترمذي (٤ / ٤٣٩) في الفتن ؛ باب ما جاء في نزول عيسى ابن مريم عليهالسلام (٢٢٣٣) ، وابن ماجة (٢ / ١٣٦٣) في الفتن : باب فتنة الدجال ، وخروج عيسى ابن مريم ... (٤٠٧٨) ، وأحمد (٢ / ٢٧٢ ، ٢٩٠ ، ٣٩٤ ، ٤٠٦ ، ٤٣٧ ، ٤٨٢ ، ٥٣٨). وعبد الرزاق (٢٠٨٤٠ ، ٢٠٨٤٤ ، ٢٠٨٤٥) ، والحميدي (٢ / ٤٦٨) برقم (١٠٩٧ ، ١٠٩٨) ، وأبو يعلى في «مسنده» (٥٨٧٧) من طرق عن أبي هريرة رفعه : «لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد».