والمراقبة السريرية لتدوين الملاحظات وتطور الحالات ، وطب النساء والتوليد ، وطب الأطفال ، وكان علىّ بن عباس هو أول من وضع نظرية علمية في التوليد مخالفا أبو قراط الذي ثبت خطأ نظريته.
ودرسوا طب العيون على عمار بن على الموصلى وعلى بن عيسى الكحال ، وطب وجراحة الفم والأسنان للزهراوى ، وغير ذلك.
وعلى الرغم من كل ذلك فلا زال الانهزاميون من أبناء جلدتنا يرددون : «إذا كان القرآن فيه كل شىء كما تزعمون. هكذا يقول قائلهم ـ فلما ذا لم يكشف علماء المسلمين عن شىء ، واقتصروا على ترديد ما كشفه الغرب غير المسلم رغم وجوده في القرآن؟
ولعنا نذكّر مرة أخرى فنقول : ليس القرآن كتابا في الجيولوجيا أو غيرها من العلوم ، وإن وردت به إشارات عنها ، ولكن المسلمين الذين فهموا القرآن وآمنوا به والتزموا هدايته ، هم الذين قرءوا فيه (اقْرَأْ) [العلق : ١] ، وقرءوا : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) [العنكبوت : ٢٠] ، وقرءوا فيه : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ* وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [فاطر : ٢٧ ، ٢٨].
ودون استطراد قد يلفتنا أن ذكر العلماء في هذا الموضع من الآية الكريمة جاء بعد الإشارة إلى علوم النبات والجبال والجيولوجيا والإنسان والحيوان ، ولا حرج على من يفهم ـ فيما أرجو ـ أن الإشارة ليست إلى علماء الدين هنا ، وإنما إلى علماء تلك العلوم ، والعلماء في كل الأحوال هم أكثر إدراكا لبديع صنع الله ، وأحق الناس بأن يكونوا أجدر بخشية الله.
المهم أن المسلمين قرءوا ذلك ، فانطلقوا يحثون الخطى على دروب العلم ، وفى