تتناول تلك الحقائق ، ويتسع الفهم والتفسير لها ودون تعسف للإفصاح عن تلك الحقائق ، فيثبت لكل صاحب عقل حرونزيه أن خالق تلك الحقيقة أو الحقائق هو منزل القرآن العظيم على قلب هذا النبى الأمى عليه الصلاة والسلام.
ويقول بعضهم : إذا كان القرآن يكشف في بعض آياته عن تلك الحقائق العلمية ، فهل نخرج بالقرآن عن طبيعته ونصرفه عن مراميه في هداية البشرية؟ ونحوله إلى كتاب علم؟
ونود أن نقرر ودون التباس أنه لا بدّ أولا أن يعى هؤلاء وأولئك أن وجود إشارات في بعض آيات القرآن لعدد من العلوم أو المعارف في الفلك أو الطب أو الجيولوجيا أو غيرها ، لا يعنى أن القرآن الكريم كتاب في فرع من فروع هذه العلوم أو المعارف ولا يعنى أن تلك العلوم أو المعارف ينبغى أن تلتمس من القرآن العظيم ، فذلك أمر لا يستقيم مع الفهم الصحيح لمرامى القرآن ، فالقرآن كتاب هداية ، ولكن هذه الإشارات فيه مع ما يتوالى كشفه من الحقائق العلمية في موضوعاتها ، هو تجديد لدعوة الإسلام ؛ لأن التحدى به وبإعجازه ـ في كل ناحية ـ مستمر إلى يوم الدين ، ولكل البشر في كل زمان ومكان ، والإعجاز العلمى في القرآن يجعلنا نشهد وكأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قائم في كل عصر يدعو الناس إلى دين الله ، ويريهم دلائل موصولة على صدقه ، في آية من آيات الكتاب الكريم يتطابق فيها العلم والفطرة والقرآن ، وتدلل على طلاقة القدرة الإلهية ، وعلى صدقه عليه الصلاة والسلام. وصدق الله العظيم إذ يقول فى كتابه الكريم : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) [فصلت : ٥٣].
لقد أنجبت حضارة الإسلام الكثير من العلماء ، أمثال : البيرونى والحسن بن الهيثم ، وأبى بكر الرازى ، وأبى القاسم الزهراوى ، وابن سينا ، وأبى حيان التوحيدى ، والخوارزمى ، وابن النفيس ، وغيرهم الكثير ممن ذكرنا سلفا ومن غيرهم.
هؤلاء العلماء الذين أبدعوا وألفوا وخلفوا علما زاخرا ، صححوا نظريات من