قبلهم ، فالبيرونى الذي قال عنه المستشرق الألمانى سخاو : «أعظم عقلية رياضية عرفتها البشرية» صحح نظرية بطليموس عن الأرض ، بأنها ثابتة والفلك يدور حولها ، فبرهن على أن الأرض تدور حول ذاتها وتجرى حول الشمس.
فإذا أثبت العلم حقيقة علمية اليوم وكانت تلك الجهود مقدمة لها ، ثم كان القرآن قد أفصح عنها منذ قرون ، وفهمت الآية فى زمن التنزيل أو بعده بكيفية تتناسب مع معارف الإنسان فى ذلك الزمان ، ثم أصبح فى إمكاننا مع ثبوت حقيقة علمية بيقين ، أن نفهم الآية فهما جديدا وصحيحا فى ضوء التقدم العلمى ، وبحيث يتسع فهمنا لحقائق العلم دون تعسف ، أفلا يقدم لنا ذلك إعجازا علميّا يضيف إلى الإيمان ويعزز اليقين؟ وهل سنقول : ذلك اكتشاف علماء اليوم؟ أم سنقول : ذلك اكتشاف علماء المسلمين ، أم تصحيحهم لأخطاء من سبقهم ، أو هو من إبداعات علمائنا؟ وأ ليس البيرونى هو العالم المسلم الذى حدد زاوية العروج التى استخدمت فى الوصول إلى القمر؟
وأ ليس العالم المصرى المسلم الدكتور فاروق الباز هو الذى حدد موضع الهبوط على سطح القمر فى أول رحلة لرواد الفضاء الأميريكيين؟
أليس من حقنا أن نفخر بعلمائنا العظماء منذ القرن العاشر ـ وما حوله ـ وحتى آخر القرن العشرين وما يليه فى الألفية الثالثة إن شاء الله.
إننا نقول بكل تواضع ، تلك ثمار التراكم العلمى والمعرفى التى ساهم فيها العلماء عبر العصور والقرون ، وكان لعلماء المسلمين فيها فضل وشأن ذكره المنصفون وأنكره الجاحدون والحاقدون ، والأتباع من المستغربين والمبهورين.
واللافت للنظر أن بعض علماء الغرب لم ينسبوا إلى المسلمين نظرياتهم وأبحاثهم ، بل لقد انتحلها بعضهم لنفسه دون إشارة لدور علماء المسلمين ، أضف إلى هذا أن كثيرا من الألفاظ والاصطلاحات العربية في العلوم وغيرها تسربت إلى لغاتهم كاشفة سبق المسلمين وريادتهم فى كثير من المجالات.