الأستاذ أحمد فراج :
ما معنى ننقصها من أطرافها إذا؟
الدكتور زغلول النجار :
لقد ورد هذا المعنى فى آيتين كريمتين من آيات القرآن الحكيم أولاهما فى سورة الرعد ، حيث يقول الحق تبارك وتعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) [الرعد : ٤١] ، وثانيتهما وفى سورة الأنبياء حيث يقول تعالى : (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) [الأنبياء : ٤٤]
قدامى المفسرين قالوا : إنقاص الأرض من أطرافها هذا له معنى من اثنين : إما موت العلماء ؛ لأنه يؤدى إلى فساد عظيم فى الحياة ، أو انحسار دولة الكفر بالفتوحات الإسلامية فهذا إنقاص للأرض من أطرافها.
وقال بعض المفسرين غير ذلك.
ولكن يأتى العلم الحديث ليؤكد على حقيقة كونية مبهرة مؤداها أن الأرض تنكمش باستمرار. تنكمش على ذاتها ، من كل أطرافها أو من كل أقطارها. وسبب الانكماش الحقيقى هو خروج الكميات الهائلة من المادة والطاقة على هيئة غازات وأبخرة ومواد سائلة وصلبة تنطلق عبر فوهات البراكين بملايين الأطنان بصورة دورية فتؤدى إلى استمرار انكماش الأرض ، ويؤكد العلماء أن أرضنا الابتدائية كانت على الأقل مائتى ضعف حجم الأرض الحالية.
فعملية الانكماش مستمرة إلى يومنا هذا ، وهذه حقيقة كونية لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة ، ويعجب الإنسان على إيرادها فى كتاب الله بهذه الصياغة المبهرة من قبل ألف وأربعمائة من السنين حيث يقول الحق ـ تبارك وتعالى ـ :