بى سخطك أو أن يحل على غضبك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك».
كما لو كان الأصل فى الكون هو الظلمة.
الأستاذ أحمد فراج :
النقطة هذه ، نور وجهك الذى أشرقت به الظلمات.
الدكتور زغلول النجار :
لأن نحن لدينا ظلمة الكون وظلمة الأرض ، نصف الكرة الأرضية الذى لا يواجه الشمس تعتريه الظلمة وهى ظلمة الأرض ، وتتصل بظلمة الكون ، فيكون الظلام دامسا ، أما النصف المنور فى الأرض ، فلا يغطيه إلا طبقة رقيقة جدا من النور ، لا يتعدى سمكها ٢٠٠ كم.
يقول ربنا ممتنا على عباده : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) ، [يس : ٣٧] وقف المفسرون القدامى متحيرين ما معنى (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) فشبه رقة طبقة النور بجلد الذبيحة الذى إذا سلخ عن الذبيحة ترك الباقى متجانسا ، وحّد ظلمة الأرض بظلمة الليل فأصبح كيانا متجانسا (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) ، فإذا وجدنا طبقة النور ٢٠٠ كم فقط ، والمسافة بيننا وبين الشمس ١٥٠ مليون كم ، ولا أقول بقية الكون ، فلك أن تتخيل دقة التعبير القرآنى (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) بسلخ جلد الذبيحة عن الذبيحة ذاتها.
الأستاذ أحمد فراج :
يعنى طبقة النور ٢٠٠ كم وبعد ذلك كله ظلام؟
الدكتور زغلول النجار :
نعم كله ظلام.