مظلم إظلاما كاملا ، لا يصله شىء من النور أبدا ، وإن نور الشمس حين يصل إلى الطبقة الدنيا من الغلاف الغازى (المائتى كم) ٤٩ خ من الضوء يتشتت ويرد إلى خارج هذه الطبقة ، وأن حوالى ٥١ خ هو الذى يصل الأرض ، وجزء منه ينعكس على سطح البحر ، ويعين على عكسه الأمواج السطحية ، ولم يكن العلماء يدركون من أمواج البحر إلا الأمواج السطحية إلى سنة ١٩٥٥ م.
ما كان أحد يدرك أن هناك أمواجا عميقة على الإطلاق.
الأستاذ أحمد فراج :
هم يرون الموج السطحى فقط.
الدكتور زغلول النجار :
نعم قسموا الأمواج إلى قسمين ، أمواج تحركها الرياح ، وأمواج تحركها ظاهرة المد والجزر. القرآن يقول : (يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ).
٥١ خ فقط هو الذى يصل سطح الأرض ، ثم جزء من ال ٥١ خ ترده الأمواج السطحية ، ثم يتحرك جزء صغير داخل مياه البحر أو المحيط.
عند ما يتحرك هذا الضوء داخل مياه البحر ، يتحلل إلى أطيافه السبعة (أحمر ، برتقالى ، أصفر ، أخضر ، أزرق ، نيلى ، بنفسجي) وتبدأ هذه الأمواج تمتص مياه البحر. أول ما يمتص اللون الأحمر ، فإذا أصيب غواص وسال دمه على عمق ١٠ م لا يرى هذا الدم ؛ لأن الطيف الأحمر قد امتص بالكامل.
وتظل هذه الأطياف تمتص بالتدريج ، حتى يبقى الطيف الأزرق وهو أكثرها استمرارية ، ولذلك يبدو البحر باللون الأزرق كما تبدو السماء باللون الأزرق ، هذا التحلل لا يتعدى ٢٠٠ م من ٤ كم ، ويسميها العلماء طبقة الضوء ، وهذه الطبقة هى التى تثرى ثراء هائلا بالحياة ، ثم تأتى طبقة من ٢٠٠ م إلى ١٠٠٠ م نسميها طبقة شبه الضوء.