الدكتور زغلول النجار :
ممكن أن يصلوا إلى قاع المحيط ، ومن بديع صنع الله أن العلماء كانوا يقولون إن هذه المنطقة من المحيط لا يوجد فيها حياة على الإطلاق ؛ لأن مع ازدياد الضغط واختفاء الضوء وبرودة الماء ، كيف توجد حياة؟!
ولكن بعد أن غاص العلماء بغواصات خاصة ، أدركوا أن الحياة فى هذه المنطقة تفوق الطبقات العليا بمئات المرات ، ولقد وجدوا ديدانا يزيد طولها على ٢٠٠ م ، وفى هذه الظلمة ، يزودها ربنا بإضاءة ذاتية ، أى ما يحيا فى هذه الظلمة أعطاه الله إضاءة ذاتية ، (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) ، ولعلنا أشرنا فى حلقة من الحلقات السابقة على تفجير قيعان البحار والمحيطات بالنيران ، وأن هذا الدفء الذى تحويه هذه الحرارة الشديدة المندفعة من الصهارة الصخرية ، هى التى تجعل الحياة تلقى شيئا من الدفء فى هذه المناطق التى تشتد فيها البرودة شدة عظيمة.
الأستاذ أحمد فراج :
سيدى الكريم. وما دمنا نتكلم عن البحار ، البحار تشغل حيزا ضخما فى القرآن الكريم وهو الذى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) [الرحمن : ١٩ ـ ٢٠](وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) [فاطر : ١٢]. نعود إلى البحار (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ) جعل بين البحرين حاجزا.
إذا جئنا بالمعجم المفهرس للشيخ محمد فؤاد عبد الباقى ، رحمة الله عليه ، نجد تحت كلمة البحر عشرات الآيات.
الدكتور زغلول النجار :
القرآن الكريم يشير إلى بعض نماذج بديع صنع الله فى الكون ، حتى يشهد ذلك لله ـ سبحانه وتعالى ـ بطلاقة القدرة وبإتقان الخلق وبديع الصنعة ، فكل الآيات الكونية القرآنية تأتى فى مقام الاستدلال على قدرة الله ـ تعالى ـ وأنه هو بادع الكون وقادر على إفنائه وقادر على إعادة خلقه من جديد.