لذلك نجد الماء العذب له كائناته الخاصة به ، والماء المويلح له كائناته الخاصة به ، والماء المالح له كائناته الخاصة به ، وكل وسط من هذه الأوسط له نمط معين من الروسبيات يترسب فيه ، يميزه تماما.
ومن الأمور العجيبة ، يقول العلماء : إنه حتى بعد أن تتيبس هذه الروسبيات وتصبح صخورا ، إذا أخذنا منها عينة ووضعناها فى ماء مقطر وقسنا درجة ملوحتها ، ممكن أن تقول إنها من ماء عذب ، أو ماء مالح ، أو ماء متوسط الملوحة. نعم تحتفظ بهذه الخاصية.
فيمن الله ـ تبارك وتعالى ـ علينا فى آية سورة الفرقان ، أن ماء الأنهار حين يمتزج بالبحار لا يمتزج بها امتزاجا كاملا ؛ لتكون مياه لها طبيعة وسطية بين المائيين ، ومن الغريب أيضا أن الماء العذب حين يندفع نحو البحر يطفو فوق سطح الماء المالح ؛ لأن الماء العذب أقل كثافة من الماء المالح ، ويظل ماء مفصولا.
لذلك جاء اسم البحرين ؛ لأن هناك عيونا من الماء العذب تندفع إلى وسط الخليج العربى ، ويبقى الماء العذب طافيا على الماء المالح لا يمتزج به امتزاجا كاملا ، وهذه من خواص الماء الفريدة ، جعلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ للماء ، حتى تتعدد البيئات وتتوافر لمختلف الكائنات.
الأستاذ أحمد فراج :
(مرج) خلط. مرج البحرين ، يعنى لا يوجد بينهما إلا الطبقة المتوسطة الملوحة ، لكن هناك حجر محجور.
الدكتور زغلول النجار :
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) [الرحمن : ١٩ ـ ٢٢] ، اللؤلؤ يحيا فى الماء العذب والماء المالح ، والمرجان لا يحيا إلا فى الماء المالح.