(الله تعالى جعل فى كل خلية من جسد هذه الكائنات عددا محددا من الصبغيات) جعل الله للإنسان (٤٦ كروموسوما «صبغيّا» فى ٢٣ زوج من الأزواج) كل خلايا جسد الإنسان فيما عدا بعض الخلايا القليلة ـ خلايا الدم الحمراء ـ تحمل كروموسومات ، وكل خلية تحمل هذا العدد المحدد ، وهو عدد محدد النوع لا يختل ولا يتوقف ولا يتعطل ، إلا الخلايا التناسلية ، تحمل نصف العدد ، وحين تتحد البويضة مع الحيوان المنوى يكتمل العدد ؛ لأن كلا منها يحتوى على نصف العدد من الصبغيات ، هذه الطريقة فى التكاثر جعلت الذرية تأتى على قدر من الاختلاف مع الوالدين وقدر من التشابه أيضا ، هذه الطريقة أثبتت للعلماء أن أبا البشر سيدنا آدم ـ عليهالسلام ـ والسيدة حواء ـ عليهاالسلام ـ ، كانا يحملان فى أصلابهما كل البشرية التى عاشت والتى ماتت والتى تعيش حاليا والتى ستاتى فى المستقبل ، فالذرية تحمل فى الشفرة الوراثية للإنسان ، بكل صفاتها وبكل أبعادها ، فكل الخلق الموجودين حاليا والذين سيأتون فى المستقبل والذين عاشوا على الأرض عبر الزمن وعبر آلاف مؤلفة من السنين ، هم من صلب أبينا آدم على هيئة شفرة وراثية موجودة وصلبة (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) تلك الأعداد القليلة التى حملت على المركب ، كانت فى أصلابها كل الشفرات الوراثية لكل الأبناء والبنات والأنسال التى جاءت من بعد نوح ـ عليهالسلام ـ والذين كانوا على هذا المركب.
الأستاذ أحمد فراج :
وفى نفس الوقت الآية فيها معنى مستقبلى ، عند ما نزل القرآن أعتقد أنه لم تكن هناك مراكب بحجم المراكب الحالية ، فلما يقول (ذريتهم) فإنه يتكلم عن مستقبل ، (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) توحى بالضخامة ، (كلمة الأعلام) يقال إنها تشير إلى الجبال.
الدكتور زغلول النجار :
هى آية مستقبلية ورؤية مستقبلية ، وهو علم إحاطة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ بأنه سيتمكن الناس من بناء هذه المراكب الكبيرة التى ستحمل عددا كبيرا من الناس ومن البضائع.