كل الكون ، فإذا بعلم الفلك يثبت أنه فى السماء يوجد من أمثال هذه المجرة على الأقل ٢٠٠ ألف مليون مجرة فى الكون ، بعضها أكبر من مجرتنا وبعضها أصغر ينتظمها عقد عظيم كل ما فيه يدور ويتحرك فى مسافات محددة ثابتة وفى أفلاك محددة ثابتة ، فالنجوم لا يصطدم أحدها بالآخر لتكون جزءا من السماء الدنيا وهى جزء من الدنيا ، فالقرآن يقول : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) فالنجوم وهى مصابيح ، وهى وسيلتنا للتعرف على أبعاد السماء الدنيا ، وأما غير السماء الدنيا ، من سماوات لا يعلمها إلا الله. هذا الركن من السماء الدنيا دائم الاتساع ، بحيث إن الإنسان لا يستطيع أن يلحق بأطرافه ، وأنه كلما طور الإنسان من أجهزته وجد هذا الكون يتسع ، فلا يستطيع الإنسان أن يدرك أسرار الجزء المدرك من الكون ، الذى يشاهد لنا.
الأستاذ أحمد فراج :
أنا أستمع ، ولكنى عاجز عن أن أتخيل كل هذا. يعنى نحن يكفى أن نقول أرقاما فلكية.
الدكتور زغلول النجار :
هذا الكلام تقوله إحدى أستاذات الفلك ، وهى أستاذة أمريكية حيث تقول : إن هذا المجال إذا دخله الإنسان بعقله ، إما أن يسجد لخالق هذا الكون ، أو يفقد هذا العقل.
أينشتين كتب كتابا فى آخر أيامه يقول فيه : (إن أعظم خاطرة يمكن أن تجول فى ذهن الإنسان ، هى ما يتراءى له حين يقف يتأمل فى هذا الكون ، أن يستطيع أن يرى جمالا ما بعده جمال وكمالا ما بعده كمال ودقة ما بعدها دقة. ويقول : إن هذا الموقف عندى هو موقف التعبد عند الخلائق) حينما نشر هذا الكلام ، عقد له مؤتمر صحفى.