تصدير
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
وبعد ، فمن أبرز مميّزات الفقه الإسلامي ـ لا سيّما منهج الفقه الإمامي ـ قابليّته للشمول والمرونة في مختلف العصور والدهور ، وهذه الحيويّة للفنّ مرهونة بفتح باب الاجتهاد والاستنباط في مختلف المجالات ، بحيث يفي لبيان فقه كلّ حادثة في كلّ مكان وزمان. وبهذا يتّضح دوره الكبير في جميع شئون حياة الإنسان المؤمن بالمبدإ والمعاد.
ومن الواضح أنّه لا يمكن الاجتهاد إلّا على أساس قواعد وضوابط مقرّرة ـ عقليّة ونقليّة ـ يبحث عنها في علم الأصول ؛ ولذا بذل علماؤنا منذ عصر الأئمّة عليهمالسلام إلى يومنا هذا جهودا مكثّفة لدراسة هذا العلم والغور في مبانيه.
لقد شهد القرن الأخير تطوّرا وازدهارا في علم الأصول ؛ لما بذله عمالقة العصر من الجهود العلميّة الواسعة ، لتنقيح مطالبه وتوضيح مآربه.
ومن أبرز العلماء والمحقّقين الذين خدموا المدرسة الأصوليّة وطوّروا نظرياتها المحقّق المدقّق الفقيه الأصولي آية الله العظمى الميرزا عليّ الإيرواني الغروي قدسسره ، فإنّه اعتنى بدراسة الأصول وتحقيق معالمه بفكره الثاقب ورأيه النافذ ، ووصل في ذلك