كانوا يقولون : لم يجد الله رسولا يبعثه إلينا إلّا يتيم أبي طالب. ويقال : كانوا يعجبون من البعث بعد الموت.
قوله تعالى : (قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي أعمالهم الصالحة التي قدّموها لأنفسهم سلف خير عند ربهم يستوجبون بها المنزلة الرفيعة في آخرتهم عند ربهم ، وعن ابن عبّاس أنه قال : (قدم صدق : شفاعة بينهم لهم هو إمامهم إلى الجنّة وهم بالأثر).
قوله تعالى : (قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) (٢) ؛ أي قال كفّار مكة : إنّ هذا القرآن لسحر مبين ، وقرأ أهل الكوفة وابن كثير (لساحر) بالألف يعنون محمّدا صلىاللهعليهوسلم.
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ؛) ولو شاء لخلقها في أقلّ من لحظة ، ولكنّه خلقها للترتيب ؛ ليكون حدوث شيء بعد شيء على الترتيب أبلغ للملائكة في التفكّر بها من حدوثها كلّها في حالة واحدة ، وقد تقدّم تفسير الاستواء ، ودخلت (ثمّ) على الاستواء وهي في المعنى داخلة على الترتيب ، كأنّه قال : ثمّ يدبر الأمر وهو مستو على العرش ، فإنّ تدبير الأمور كلها ينزل من عند العرش ، ولهذا ترفع الأيدي في قضاء الحوائج نحو العرش. والاستواء : الاستيلاء ، ولم يزل الله سبحانه مستوليا على الأشياء كلّها ، إلا أن تخصيص العرش لتعظيم شأنه.
قوله تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ؛) أي يقضي القضاء إلى الملائكة من رسله ولا يشركه في تدبير أحد من خلقه. وعن عمرو بن مرّة «عن عبد الرحمن بن سابط» (١) قال : [يدبر أمر الدّنيا بأمر الله أربعة : جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل. أمّا جبريل فعلى الرّياح والجنود ، وأمّا ميكائيل فعلى القطر والنّبات ، وأمّا ملك الموت فوكّل بقبض الأرواح ، وأمّا إسرافيل فهو ينزل عليهم بما يؤمرون به](٢).
__________________
(١) سقط من المخطوط ، وصححناه من شعب الإيمان للبيهقي.
(٢) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان : باب في الإيمان بالملائكة : الحديث (١٥٨).