التفسير الكبير [ ج ٥ ]

البحث

البحث في التفسير الكبير

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

التفسير الكبير [ ج ٥ ]

سورة الجاثية

سورة الجاثية مكّيّة ، وهي ألفان ومائة وواحد وسبعون حرفا ، وأربعمائة وثمان وثمانون كلمة ، وسبع وثلاثون آية (١). قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : [من قرأها ستر الله عورته ، وسكّن روعته عند الحساب](٢).

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (٢) ؛ (حم) مبتدأ وخبره (تَنْزِيلُ) ، وقوله تعالى : (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) (٣) أي لدلالات على الحقّ تدلّ بخلقها على أنّ لها خالقا قديما لا أوّل له ، ويدلّ تعظيمها وبقاؤها من غير علاقة فوقها ولا عماد تحتها على قادر لا يعجزه شيء. وقوله تعالى (لَآياتٍ) في موضع نصب ؛ لأنه اسم (إِنَّ) ، كما يقال : إنّ في الدار لزيدا.

قوله تعالى : (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ ؛) أي وفي خلقكم حالا بعد حال من نطفة إلى أن يصير إنسانا ثم يصير فيه العقل ثم الحواسّ ، وما يبثّ من دابّة على وجه الأرض على اختلاف أجناس الدواب ومنافعها وصورها ، وما يقصر من منافعها في ذلك دلالات واضحة على وحدانيّة الله تعالى ، (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (٤) ؛ يطلبون علم اليقين ، ويوقنون أنّه لا إله غيره.

وقرأ حمزة (آيات) (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) بالكسر على أنّهما منصوبان نسقا على قوله تعالى (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) على معنى وإنّ في خلقكم آيات ، ومن رفع

__________________

(١) في المخطوط : (تسع وتسعون آية).

(٢) ذكره الزمخشري في الكشاف : ج ٤ ص ٢٨٦. وأخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبي بن كعب.