وقيل : إنّ جمع الأخبار الضعيفة مع المسندة لا يدلُّ على القبول بحجيّتها ولا يدلُّ على اعتقاده بما رواه أبو الفضل.
ويُردُّ على ذلك أنّ أئمّة أهل البيت عليهمالسلام قد وضعوا طريقاً للأخذ بالروايات الصحيحة المسندة خصوصاً في فضائل القرآن والتمسّك بأهل البيت عليهمالسلام والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والتحريف والتأويل ، ولا يمكن الخروج عن تلك الأصول والقواعد.
وزبدة الكلام أنّ عليّ بن إبراهيم من أجلّ الرواة الشيعة وأوثقهم في عصر الإمام العسكريّ عليهالسلام ، إلاّ أنّ كتاب تفسير القمّي أو تفسير عليّ بن إبراهيم الموجود بين أيدينا حاليّاً منسوب إلى عليّ بن إبراهيم وليس من تصنيفه ، ولذلك لم يأخذ أغلب الفقهاء في المدرسة الإمامية بذلك الكتاب.
٢ ـ تفسير العيّاشي :
والمصنّف هو أبو النضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقندي (من أعلام القرن الرابع الهجري) ، وتفسيره معروف بـ : تفسير العيّاشي ، ومن المحتمل أنّه توفّي سنة ٣٢٠ هـ ، وهو من مشايخ الكشّي ومن طبقة ثقة الإسلام الكليني (ت ٣٢٩ هـ) ، ويروي كتبه عنه ولده جعفر بن محمّد بن مسعود.
أثنى عليه ابن النديم وقال : «هو من فقهاء الشيعة الإمامية ، أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم ، ولكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن ...»(١).
__________________
(١) الفهرس ـ لابن النديم ـ : ٢٤٥.