وللشيخ المفيد تصانيف أُخرى حول القرآن الكريم ، منها : النصرة في فضائل القرآن ، والبيان في تأليف القرآن ، والكلام في وجوه إعجاز القرآن.
الشيخ الطوسي والتبيان الجامع لعلوم القرآن :
وكان من أبرز علماء هذه الفترة الشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ (ت ٤٦٠ هـ) ، وكتابه تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن في عشرة مجلّدات ، وهو تفسير شامل للقرآن الكريم عرض فيه المصنّف قدسسره لعلوم القرآن كالقراءة واللغة والإعراب وأسباب النزول والنظم والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ونحوها ، ويعدُّ هذا التفسير من الكتب المعتمدة لدى الطائفة لأنّه يفسّر القرآن بالقرآن ويعتمد على مذهب أهل البيت عليهمالسلام ويدافع عن عقيدتهم ويكثر النقل عنهم عليهمالسلام.
يقول الشيخ الطوسي في مقدّمة تفسيره : «فإنّ الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب أنّي لم أجد أحداً من أصحابنا قديماً وحديثاً من عمل كتاباً يحتوي على تفسير جميع القرآن ويشتمل على فنون معانيه ، وأنّ المؤلّفين السابقين قد تباينت طرقهم في تفسير القرآن ، فاستوعب بعضهم كلّ ما قيل من الفنون ، وقصر آخرون فاقتصروا على ذكر الغريب ومعاني الألفاظ ، وسلك الباقون المتوسّطون في ذلك مسلك ما قويت فيهم مننهم وتركوا ما لا معرفة لهم به ، فاهتّم بعضهم بالإعراب ، وآخرون باللغة ، وآخرون بالمعاني الكلامية. وأصلح من سلك في ذلك مسلكاً جميلاً مقتصراً : محمّد بن بحر أبو مسلم الأصفهاني وعليّ بن عيسى الرمّاني ، غير أنّهما أطالا الخطب فيه وأوردا فيه كثيراً ممّا لا يحتاج [إليه] ، وأنا أشرع في