ذلك على وجه الإيجاز والاختصار لكلِّ فنٍّ من فنونه ، ولا أطيل فيملّهُ الناظر فيه ، ولا اختصر اختصاراً يقصر فهمه عن معانيه»(١).
وأكّد الشيخ الطوسي قدسسره في موارد عديدة على فضل القرآن وعظمته وعدم تحريف القرآن ونـزوله بحرف واحد ، وأشار أيضاً إلى معنى ظاهر القرآن وباطنه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ، ونقل عن سبيويه والزجّاج وأبي عليّ الفارسي فيما يخصّ الإعراب ، وعن الخليل الفراهيدي فيما يخصّ اللغة.
ويعرض الشيخ الطوسي قدسسره في مقدّمته جانباً من الطبيعة العلمية التفسيرية لمجتمع القرن الخامس الهجري ، فيصنّف من اشتغل بالتفسير إلى ثلاثة أصناف :
الأوّل : الممدوح في منهجه كابن عبّاس والحسن وقتادة ومجاهد وغيرهم.
الثاني : المذموم في منهجه كأبي صالح والسّدي والكلبي وغيرهم.
الثالث : المتأخّرون الذين كان همّهم نصر مذاهبهم ولا ينبغي لأحد أن يقلّدهم.
ويرسم قاعدة كلّية للتفسير وهي الرجوع إلى الأدلّة الصحيحة : العقلية والشرعية من إجماع أو نقل متواتر ، فيقول : «ولا ينبغي لأحد أن ينظر في تفسير آية لا ينبئ ظاهرها عن المراد تفصيلاً أو يقلّد أحداً من المفسّرين إلاّ أن يكون التأويل مجمعاً عليه ، فيجب اتّباعه لمكان الإجماع ، لأنّ من المفسّرين من حمدت طرائقه ومدحت مذاهبه كابن عبّاس والحسن وقتادة
__________________
(١) انظر : تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن ١ / ٢.