وبعد ذكر المصاحف يقوم بذكر بعض الكتب السماوية كسنن إدريس والتوراة والإنجيل والزبور ونحوها مقسّمة على الفصول أيضاً بما يرتبط بأحوال الأنبياء وأوصافهم من آدم إلى الخاتم مع بعض المناقشات والتوضيحات.
ويذكر في الباب الثاني كتب التفسير وعلوم القرآن مقسّماً على الفصول ، يذكر في كلّ فصل ما ينقله من مقطع معيّن من كتب القرآن الكريم ثمّ يشرع بشرحه وردّ مافيه من إشكالات ويبيّن فيه نظره ، وأكثر ما نقله في هذا الباب ما يتعلّق بالإمامة وأهل البيت عليهمالسلام ومسائل العقيدة وما يدلّ على نصرة المذهب الحقّ.
والكتاب وإن كان جديداً في طرحه إلاّ أنّه بقي ناقصاً لم يتمكّن المصنِّف من إتمامه. ومن النافع أن نعرض نموذجاً لأبحاث هذا الكتاب ، يقول :
«فصل (٣) : فيما نذكره من مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي عليّ ، قالبه ربع الورقة جديد من وجهة ثانية من السطر التاسع وتمامها في أوّل السطر العاشر : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَاخْتِلاَفُ ألْسِنَتِكُمْ وَألْوَانِكُمْ إنَّ في ذَلِكَ لاَيَات لِلْعَالَمِينَ) (١).
أقول : وفي هذا الإيضاح من السعود لأهل الفلاح ما تضيق الأعمار عن شرح أسراره وكشف أنواره ، فإنّ في العجائب السمائية والأرضية وترتيب أفلاكها وتقديرها ومسيرها وتدبيرها وإمساكها في جهاتها واختلاف الألسن والألوان على مرور الدهور وتقلّباتها ممّا يحار العقل في وصفه وترجع الأفكار حَيْرة عن كشفه.
__________________
(١) سورة الروم ٣٠ : ٢٢.