فصل (٤) : فيما نذكره من مصحف معظّم مكمّل أربعة أجزاء وقفناه على ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الأشراف ـ حفظته وعمرها اثنا عشر سنة ـ من الربع الثالث من وجهة ثانية قد تكررت فيها الآية قصرت على أوّله : (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَات لِقَوْم يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِقَوْم يَعْقِلُونَ) (١).
أقول : إنّ كيفيّة ورود النوم على الإنسان من غير مرض ولا آفة بل بالتلذّذ له وهو أخو الموت المتلف لكلّ ما في الإنسان من مواهب الرحمة والرأفة حتّى يصير غائباً عمّا كان تحت يديه ومحكوماً عليه لَعجب عجيب لا يبلغ الوصف إليه ودالّ على كمال الاقتدار.
وأن يجعل الموت المختلف من جملة اللذّات والمسار ثمّ وروده بحسب راحة الأجساد واستعدادها للابتغاء من فضله من أرزاق العباد وإحيائها بالبعث منه والإعادة على النائم كما كان قد خرج عنه لَدلالات باهرات ومثالاً لإحياء الأموات ، ثمّ في مشاهدة البروق اللوامع بالخوف والرجاء بحسب المنافع وإحياء الأرض بالماء والنبات لشاهد ناطق بإعادة الأجساد الفانيات»(٢).
٨ ـ مدرسة القرن الثامن الهجري :
وصدر في هذا القرن تفسيران : الأوّل للعلاّمة الحلّي ، والثاني للديلمي.
__________________
(١) سورة الروم ٣٠ : ٢٣ ـ ٢٤.
(٢) سعد السعود : ٦٠.