أمّا الموجود : فبالذات أو بالعرض ، ذهني أو خارجيّ ، حقيقيّ أو مجازيّ ، موضوع أو محمول أو رابطهما بحمل المواطاة ، أو غيرها.
فإنّ الحمل هو : الحكم(١) باتّحاد المتغايرين بالصفات المعقولة(٢) في الذات الموجودة بالوجود الأوّلي فبالذات ، أو الثانوي فبالعرض ، والعرض لا يحمل على موضوعه بالموطاة(٣) ، بخلاف العرضي ؛ لأنّ العرض مبدأ الاشتقاق ، ووجوده الأوّلي عين وجوده الثانوي المرتبط بالوجود الثانوي ؛ لموضوعه ، وهو كونه ذو عرض(٤) ، والعرضي(٥) مشتقّ منسوب إلى العرض ، ووجوده الأوّلي عين الوجود الثانوي(٦) ، لموضوعه.
والموجود الحقيقي(٧) : إمّا حقيقة الوجود أو وجهه ، ولفظ الموجود مشترك بينهما ، والموجود من حيث هو باعتبار أنّه في غاية الإبهام جنسٌ عال ، فهو الحقيقة لا يشرط(٨) شيء وباعتبار انضمام الفصل إليه نوع عال ، فهو الحقيقة بشرط شيء ، وهو : إمّا سابق فقديم بسيط بالعينيّة للسّابقيّة ، أو مسبوق فحادث مركّب بالغيريّة(٩) للمسبوقيّة ، والسبق مقول بالتشكيك
__________________
(١) الحمل : هو الحكم باتّحاد المتغايرين مطلقاً ، سواء كان بحسب المفهوم ، أو بحسب الاعتبار. وقد يقال الحمل هو : الاتحاد ، وهو يقتضي اثنينيّة مّا ، ووحدة مّا. شوارق الإلهام ١ / ١١٥.
(٢) في نسخة «ث» : بالمعقولة.
(٣) حمل مواطاة أو حمل هو هو : ومعناه إنّ ذات الموضوع نفس المحمول. وإذا شئت فقل معناه : هذا ذاك ، والمواطاة معناها الاتّفاق. اُنظر : المنطق للمظفّر ١/٨٣.
(٤) في نسخة «ث» : ذا عرض.
(٥) في نسخة «ث» : والعرض مشتقٌّ.
(٦) في نسخة «ث» : أو حقيقة ومجاز لموضوعه.
(٧) في نسخة «ث» : الموجود الحقيقي ، وكلاهما صحيح.
(٨) في نسخة «ث» : لا بشرط شيء.
(٩) في نسخة «م» : بالغرية ، وفي نسخة «ث» : بالغير.