والواجب غير مفتقر مطلقاً إلى غيره ، وإلاّ يلزم الدّور ، وهو محال ؛ للزوم تقدّم الشيء على نفسه فيكون(١) وجود(٢) الواجب عين ذاته ووجود الممكن غير ذاته(٣) ، نظيرهما ـ وإن لم يكن نظير لهما ـ : نور الشمس والقمر ، فإنّ نور الشمس نور ذو نور نوره من ذاته ، ونور القمر نور ذو نور نوره من غيره ، وغيره إنّما هو نور الشمس فرضاً ، فنوره إنّما يستفاد من نوره ، ونوره لا يستفاد من نوره.
المسألة الثانية :
وجب أن يكون الواجب بالذات موجوداً في الواقع ، وإلاّ لم يكن موجوداً(٤) أصلاً في الواقع ، وهذا خلفٌ.
وأن يكون كاملاً غنيّاً بالذات من جميع الوجوه والجهات ، وإلاّ افتقر إلى غيره من الممكنات ، وهذا خلفٌ(٥).
وأن يكون جميع صفاته الحقيقة عين ذاته(٦) ، وإلاّ لزم(٧) الافتقار
__________________
(١) في «م» لم ترد.
(٢) في «م» : فوجود.
(٣) الموجود الخارجيّ : إمّا أن يكون وجوده من ذاته ... وهو الواجب الوجود لذاته. إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٣.
وإمّا الموجود الخارجيّ أن يكون وجوده من غيره وهو الممكن. اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ١٣.
(٤) في «ث» : موجوداً.
(٥) في جميع النسخ : هذا خلف ، وما أثبتناه هو الصحيح.
(٦) اُنظر مثلاً : أوائل المقالات ١٥ / ١٨ ، شرح جمل العلم والعمل : ٥٠ ، تقريب المعارف : ٧٥ ، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : ٥٩ ، المنقذ من التقليد ١ / ٧٠ ، تلخيص المحصّل : ١٢٣ ، نهج الحقّ : ٦٤ ـ ٦٥.
(٧) في «م» : وإلاّ يلزم.