بالاستناد إلى الأغيار وتقدّم الشيء على نفسه لوجوب الذات والآثار.
المسألة الثالثة :
الواجب بالذات هو : الله(١) الصّانع (الّذي لا اله إلاّ هو) (٢) ؛ لأنّه علّة مستحيلة العدم(٣) خلافاً للقاصرين من العقلاء ، ولا قديم حقيقةً إلاّ هو ؛ لأنّه لا صالح للقِدم إلاّ هو ، خلافاً للقائلين بتعدّد القدماء.
المسألة الرابعة :
الممكن بالذات هو : العالم المصنوع ، الذي ما أوجده(٤) إلاّ هو ؛ لأنّه أمكن فاحتاج فَاوُجِدَ فَوُجِدَ ، وهو واجب بالغير ؛ لأنّ الشيء ما لم يجب لم يُوجَدْ ، ومحدّث ؛ لأنّه مُوجَدٌ فله مُوجِدٌ فيلزم عدمٌ سابقٌ على وجوده ، حالّ الإيجاد(٥) ، وإلاّ يلزم تحصيلُ الحاصل في آنِ(٦) الإيجاد.
__________________
(١) إِنّ لفظة «الله» علم للذّات المقدّسة المشخّصة ، أو موضوع لمفهوم كلّي هو : مفهوم الواجب الوجود لذاته والمستحقّ للعبادة. اُنظر مثلاً : مفتاح الباب : ٧٢ ، شرح الأُصول الخمسة : ١٨١ ، تمهيد الأُصول : ٢٧ ، تقريب المعارف : ٤٣ ، أُصول الدين للبغداديّ : ٧١ ، شوارق الإلهام ١ / ١٣٧ ، البراهين في علم الكلام ١ / ٦ ، و ٥٢ ، و ٢٠٢ ، غاية المرام في علم الكلام : ٢٩ ، ٤٩ ، وقواعد العقائد للطوسي : ١٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٦.
(٢) اقتباس من سورة البقرة ٢ / ٢٥٥ ، وآل عمران ٣ / ٢ ، والنساء ٤ / ٨٧ ، والقصص ٢٨ / ٧٠.
(٣) في جميع النسخ إضافة كلمة : «إلاّ هو» ، وهي سهو من النسّاخ ، حيث لا تستقيم العبارة مع وجودها.
(٤) في «م» : لا يوجده ، والصحيح ما أثبتناه.
(٥) اُنظر مثلاً : الأربعين في أُصول الدين : ٣ ، قواعد العقائد للطوسي : ٣ ، كشف الفوائد : ٧ ، ١٨ ، شرح المقدّمات الخمس والعشرون : ١٨ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٤٧ ، كشف المراد : ٣٠ ، مفتاح الباب : ٨٠ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٦.
(٦) في «م» : في حال الايجاد.