الوجود ، والاتّصاف بالصفات(١) وتقدّم(٢) الشّيء على نفسه لوجوب الذات وهي اثنتا عشر(٣).
الأُولى : إنّ الله كمل كماله أحد ، لا كثرة فيه أصلاً كما قال : (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) (٤) ؛ لأنّه غنيٌّ مطلقاً عن غيره(٥) ، بذاته ، والمتكثّر مطلقاً مفتقر إلى أجزائه وجزئيّاته.
الثانية : إنّ الله تعالى واحد لا شريك له قطعاً ، كما قال : (وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٦) ، وقال : (الله لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ) (٧) ؛ لأنّه الواجب الوجود بالذات ، والكفو يستلزم المساواة(٨) في الحقيقة والكمالات ، فلو كانت أكثر
__________________
(١) إنّ الاختلاف في مفهوم الغيرين عائد هاهنا إلى التماثل والاختلاف ، فإنّه لابدّ في الاتّصاف بهما من الاثنينيّة ، فإن كان كلّ اثنين غيرين تكون صفاته تعالى متّصفة بأحدهما ، وإن خُصّا بما يُجوِّز الانفكاك بينهما لا تكون متّصفةً بشيء منهما.
ثمَّ اعلم أنّه قال الشيخ الأشعري : لكلّ متماثلين فإنّهما لا يجتمعان ، وقد يتوهّم من هذا أنّه يجب عليه أن يجعلهما قسماً من المتضادّين ؛ لدخولهما في حدّهما. اُنظر : كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١ / ١١٧.
(٢) في «ث» : تقدّم.
(٣) في «ث» : اثنا عشر.
(٤) سورة الاخلاص ١١٢ / ١.
(٥) في «ث» : عن الغير ، وما أثبتناه من «م» و «ك».
(٦) سورة الاخلاص ١١٢ / ٤.
(٧) سورة البقرة ٢ / ٢٥٥ ، وآل عمران ٣ / ٢ ، والانعام ٦ / ١٠٢ ، وطه ٢٠ / ٨ ، والمؤمنون ٢٣ / ١١٦ ، والقصص ٢٨ / ٧٠ ، وغيرها من السور والآيات.
(٨) في «م» : التساوي.