المرئي مقابل أو في حكمه في الوقوع ، فيحتاج إلى المكان أو الموضوع خلافاً للمجسّمة(١) ، والكراميّة(٢) ، وما ورد في الرؤية من الأحكام أُريد به الكشف التّام(٣).
السابعة : إنّ الله تعالى(٤) ليس حالاًّ في المحلّ ؛ لأنّ الحالّ محتاج في المحلّ(٥) إلى المحلّ ، خلافاً لبعض الصّوفيّة(٦) القائل بحلوله تعالى في
__________________
(١) المجسّمة هم : فرقة من أهل السُنّة والجماعة ويطلق عليهم بـ (المشبّهة والمجسّمة) كالأشاعرة والحنابلة وغيرهم ، فإنّهم جوّزوا رؤيته تعالى ؛ لأنّه عندهم جسم وهو مقابل للرائي. اُنظر في ذلك : الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ٣٤ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٩٣ ـ ٩٩. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، طبقات الحنابلة ١ / ٣١٢ ت ٤٨٩ ، العقيدة الحمويّة لابن تيميّة ١ / ٤٢٩ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٧٢. وغيرها من المصادر.
(٢) الكراميّة هم : أصحاب أبي عبد الله محمّد بن كرّام النيسابوري ، صاحب البدع في الدين ، ولد بقرية من قرى زرنج ، ومات سنة ٢٥٥ هـ ، ودفن بباب أريحا ببيت المقدس ، وقيل : بالشّام ، وهم من الصفاتية ويبلغ عددهم اثني عشر فرقة. اُنظر : البداية والنهاية ١١ / ١٨ حوادث سنة ٢٥٥ هـ ، لسان الميزان ٥ / ٣٥٣ ت ١١٥٨ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٩٩ ـ ١٠٠.
(٣) اُنظر في ذلك : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦١ ، كتاب اللّمع : ٦١ ، التوحيد للماتريدي : ٧٧ ، الانصاف : ٢٤٠ ، المعتمد في أُصول الدين : ٨٢ ، قواعد العقائد للغزالي : ١٦٩ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٧٦ ، لمع الأدلّة : ١٠١.
(٤) في «ث» لم ترد.
(٥) في «ث» لم ترد.
(٦) الصوفيّة : فرقه انحرفت عن جادّة الحقّ ، وأصبحت ضالّة مضلّة ؛ ومن الغلاة والمبتدعة ، من أنكر خصوم الشيعة وألدّ أعدائهم. وقد وصفهم الأئمّة الأطهار عليهمالسلامبالكفر والشرك والمروق من الدين وفي الكتب الفقهيّة لعلماء الطائفة المحقّة حكموا بنجاستهم. وقال القوشجي : وذهب بعض الصوفية إلى أنّه تعالى يحلّ في العارفين ، وبأنّه تعالى يتّحد مع أبدان العارفين. اُنظر في ذلك : شرح التجريد : ٤٢٥ ، شرح المقاصد ٤ / ٥٧ و ٥٩ ، تلخيص المحصّل : ٢٦١ ، شرح نهج البلاغة