بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) (١) فإنّه محكم ، وأمّا قوله : (إِذْ قَالَ الْحَوارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّماءِ) (٢) قال عيسى : (اتَّقُوا الله إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ) (٣). قالوا كما حكى الله : (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٤). فقال عيسى : (اللّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لاَِوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (٥). فقال الله احتجاجاً عليهم : (إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ) (٦). فكانت تنـزل المائدة عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون حتّى يشبعون ثمّ ترفع ، فقال كبراؤهم ومترفوهم : لا ندع سفلتنا يأكلون منها ، فرفع الله المائدة ومسخوا قردة وخنازير. قوله : (وَإِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلهَيْنِ مِن دُونِ الله) (٧) فلفظ الآية ماض ومعناه مستقبل ، ولم يقله بعد وسيقوله. وذلك أنّ النصارى زعموا أنّ عيسى قال لهم : اتّخذوني وأمّي إلهين من دون الله ، فإذا كان يوم القيامة يجمع الله بين النصارى وبين عيسى بن مريم فيقول له : أأنت قلت لهم ما يدّعون عليك : اتّخذوني وأمي إلهين؟ فيقول عيسى : (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ١١٠ ـ ١١١.
(٢) سورة المائدة ٥ : ١١٢.
(٣) سورة المائدة ٥ : ١١٢.
(٤) سورة المائدة ٥ : ١١٣.
(٥) سورة المائدة ٥ : ١١٤.
(٦) سورة المائدة ٥ : ١١٥.
(٧) سورة المائدة ٥ : ١١٦.