لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ـ إلى قوله ـ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهيدٌ) (١). والدليل على أنّ عيسى لم يقل لهم ذلك قوله : (هذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) (٢)»(٣).
وتفسير عليّ بن إبراهيم من أشهر تفاسير المدرسة الإمامية وأقدمها ، فرواياته مرويّة عن الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام مع قلّة الوسائط والأسانيد. وعاش مصنّفه زمن الإمام العسكريّ عليهالسلام ، وأبوه الذي روى تلك الأخبار لابنه كان من أصحاب الإمام الرضا عليهالسلام ، والكتاب يتكفّل ببيان الآيات القرآنية بتوجيه من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
والسؤال الذي طرحه الفقهاء لاحقاً هل أنّ الكتاب الموجود بين أيدينا هو نفسه تفسير عليّ بن إبراهيم أم أنّه كتاب آخر منسوب إليه؟
والتحقيق أنّ التفسير الموجود لدينا اليوم والموسوم بـ : تفسير القمّي هو ليس التفسير الأصلي لعليّ بن إبراهيم ، بل هو كتاب أبي الفضل تلميذ عليّ بن إبراهيم ، وذلك للقرائن التالية :
١ ـ خلوّ تفسير عليّ بن إبراهيم من روايات الأئمّة عليهمالسلام دفع بتلميذه أبي الفضل إلى إدخال بعض الروايات المرويّة عن الإمام الباقر عليهالسلام التي أملاها على أبي الجارود ، ثمّ أضاف روايات أخر عن سائر مشايخه ممّا يتعلّق بتفسير الآية ويناسب ذكرها في ذيلها ولم تكن موجودة في تفسير عليّ بن إبراهيم. وقد التفت إلى ذلك العلاّمة آغا بزرك الطهراني فقال في الذريعة :
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ١١٦ ـ ١١٧.
(٢) سورة المائدة ٥ : ١١٩.
(٣) تفسير القمي ١ / ١٩٠.