خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧)
____________________________________
آمنوا ، ومن المعلوم أن المعاند يتساوى في حقه الإنذار وعدمه ، نعم يجب إنذاره إتماما للحجة ، وهذا تسلية للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى لا تذهب نفسه عليهم حسرات.
[٨] (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) طبعها بالكفر ، أي جعلها بحيث يصعب إيمانها ، لأنها اعتادت الكفر ، وعدم الاستماع إلى الحق ، وإنما ختم الله ، لأنها لم تقبل الهداية ، كمن يطرد ولده عن داره بعد ما أرشده مرات ، فلم يفد فيه النصح ، كما قال تعالى (طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ) (١) أي بسبب كفرهم ، وإنما فسرنا «الختم» ب «يصعب» لبداهة أن الإنسان ولو كان معاندا ، لا يخرج عن قابلية القبول والاهتداء (وَعَلى سَمْعِهِمْ) بمعنى إنهم لا يستفيدون من السمع ، كالأصم ، لأن في سمعهم خلل (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) تشبيه للغشاوة المعنوية بالغشاوة الظاهرية ، فكما أن من على بصره غشاوة ، لا يرى المحسوسات ، كذلك من يعاند يكون على بصره مثل الغشاوة ، وهو تنزيل لفاقد الوصف منزلة فاقد الأصل ، كما تقول لمن لا ينتفع بالعلم ، هو جدار (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) في الدنيا والآخرة ، فإن من ينحرف عن قوانين الله تعالى ، يكون (لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (٢).
__________________
(١) النساء : ١٥٦.
(٢) طه : ١٢٥.