وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٩) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً
____________________________________
[٩] (وَمِنَ النَّاسِ) المنافقون ، وهم القسم الثالث ، فهو (مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) قولا باللفظ فقط (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) حقيقة ، فلا يعملون أعمال المؤمنين ، وإن كانت قلوبهم أيضا متيقنة بحقائق الإيمان.
[١٠] (يُخادِعُونَ اللهَ) أي يفعلون مع الله تعالى ، فعل المخادع ، الذي يريد الخديعة ، فيظهر ما لا يريده ، ويريد ما لا يظهره (وَالَّذِينَ آمَنُوا) فيرونهم خلاف ما يضمرونه ، لكن عملهم هذا ليس خدعة حقيقية لله وللمؤمنين ، فإنهما يعلمان نواياهم ، فلا ينخدعان بهم ، بل (وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) إذ يجري عليهم أحكام المؤمنين ظاهرا ، ولا يشتركون معهم في أسرارهم ، كما لا يشتركون معهم في آخرتهم ، فهم مخدوعون من حيث ظنوا أنهم خادعين (وَما يَشْعُرُونَ) بأنهم خدعوا أنفسهم ، لا أنهم خدعوا الله والمؤمنين ، إذ لو شعروا بأنهم يخدعون أنفسهم ، لم يقدموا على ما ظنوه خدعة لغيرهم ، والحال أنها خدعة لهم حقيقة وواقعا.
[١١] (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) فإن قلب المنافق ملتو ، ونفسه معوجة ، لا تريد الاستقامة (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) إذ نزول الآيات ، ونصب الرسول ،