وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (١٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (١٢) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ
____________________________________
أوجب أن يزيدوا في التوائهم ، لئلا يسلط النور عليهم ، فيعرفوا (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي مؤلم (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) أي بسبب كذبهم ، بمخالفة ظاهرهم لباطنهم ، فإنه نوع من الكذب ، وإن كان كلامهم مطابقا للواقع ، لكنهم حيث أخبروا عن إيمانهم ـ ولم يكونوا مؤمنين ـ كان ذلك كذبا.
[١٢] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) أي للمنافقين (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) فإن النفاق يلازم الإفساد ، إذ يعمل المنافق ضد الدعوة ، ويؤلب عليها ، وهو إفساد حينما تريد الدعوة الإصلاح والتقدم (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) فإنهم يظنون أن الدعوة إفساد ، وأنهم بوقوفهم ضدها يصلحون في الأرض.
[١٣] (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) لأنهم بوقوفهم النفاقي ضد الإسلام ، يكونون مفسدين إفسادا بالغا أكثر من إفساد الكفار ، ولذا قال تعالى في آية أخرى (هُمُ الْعَدُوُّ) (١) على نحو الحصر (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) بذلك ، بل يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
[١٤] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) أي للمنافقين ، والقائل هم جماعة من المؤمنين
__________________
(١) المنافقون : ٥.