آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (١٣) وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (١٤) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ
____________________________________
الذين لا يخافونهم (آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ) إيمانا لا يشوبه نفاق (قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) يعنون بالسفهاء المؤمنين الحقيقيين (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ) وأية سفاهة أعظم من كون الإنسان حائد عن طريق الحق مع كونه متصفا بصفة النفاق الرذيلة (وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) إنهم هم السفهاء ، لأنهم يظنون أن طريقتهم النفاقية ، أصلح الطرق.
[١٥] (وَإِذا لَقُوا) من «لقى» أي التقى المنافقون ب (الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا) لهم (آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) أي أشباههم من المنافقين (قالُوا) لهم (إِنَّا مَعَكُمْ) يريدون بذلك إرضاء الجانبين (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) بالمؤمنين ، في إظهار الإيمان لهم ، وهذا هو دليل نفاقهم ، وإلّا لو كان الأمر بالعكس ، بأن أظهروا الكفر تقية لم يزيدوا على إظهاره.
[١٦] (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) أي يفعل لهم فعل المستهزئ ، فيجري عليهم في الدنيا أحكام الإيمان ، وفي الآخرة يجازيهم بجزاء الكفار ، وفي بعض الأحاديث إنه يستهزئ بهم في الآخرة في النار (وَيَمُدُّهُمْ) إمداد الله سبحانه وتعالى ، بعدم الضرب على أيديهم كما يقال : الملك يمد