فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٦) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ
____________________________________
قطّاع الطريق حيث لا يستأصلهم (فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) الطغيان تجاوز الحد ، والعمه التحير ، فإن المنافق ، كالشخص المتحير ، وإنما يمدهم الله سبحانه ، لأن الدنيا دار اختبار وامتحان ، فلا جبر ولا إلجاء.
[١٧] (أُولئِكَ) المنافقون (الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) فكأنهم أعطوا الهداية ، وأخذوا مكانها الضلالة ، أو كأنهم أعطوا أنفسهم بدل الضلالة ، بينما كان الذي ينبغي أن يعطوا أنفسهم بدل الهداية ، كما قال الشاعر :
أنفاس عمرك أثمان الجنان فلا |
|
تشري بها لهبا في الحشر تشتعل |
(فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) المعنوية ، بل خسروا رأس المال الذي هو أنفسهم (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) في هذه التجارة والاشتراء.
[١٨] (مَثَلُهُمْ) أي مثل هؤلاء المنافقين (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) استوقد بمعنى أوقد ، أو بمعنى طلب الوقود الذي هو الحطب ونحوه ، والمعنى أشعل نارا ليستضيء ويدفأ بها (فَلَمَّا أَضاءَتْ) النار (ما حَوْلَهُ) وانتفع بها (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) بأن أرسل ريحا فأطفأها