مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (٢٤) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
____________________________________
معكم ، أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس بنبي (مِنْ دُونِ اللهِ) أي كائن ما كان غير الله سبحانه ، كما يقال ما دون الله مخلوق (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في ريبكم وزعمكم ، أن محمدا ليس بنبي ، وأن القرآن ليس منزلا من عند الله تعالى ، إذ لو لم يكن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيا ، لكان إنسانا عاديا ، فيمكن الإتيان بمثل كلامه.
[٢٥] (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) ولم تأتوا بسورة من مثل هذا القرآن (وَلَنْ تَفْعَلُوا) هذا إخبار بأنهم لن يفعلوا ذلك أبدا ، إذ القرآن معجز ، فلا يمكن الإتيان بمثله (فَاتَّقُوا) عاقبة تكذيبكم ، لرسول الله ، ولكتاب الله ، التي هي (النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا) أي حطبها ، وما يسبب إيقادها (النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) جمع حجر ولعل المراد بها أصنامهم ، كما قال تعالى (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (١) وتخصيص الحجارة بالذكر للتهويل ، إذ الحجارة لا تفنى ، فتكون النار دائمة (أُعِدَّتْ) هذه النار (لِلْكافِرِينَ) هذه عاقبة من يكذب.
[٢٦] (وَبَشِّرِ) يا رسول الله (الَّذِينَ آمَنُوا) بقلوبهم وألسنتهم (وَعَمِلُوا
__________________
(١) الأنبياء : ٩٩.