الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ
____________________________________
والعبادة ، كما قال تعالى (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (١).
[٢٣] (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) كالفراش الذي يكون راحة للبدن وزينة وجمالا (وَالسَّماءَ بِناءً) أي مبنيا ، وهذا يلائم كون السماء طبقة تحطم القذائف إلى الأرض ، فإن البناء ليس المراد منه أن يكون المبنى من جسم كثيف (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) والمراد من السماء هنا جهة العلو ، أو المراد من تلك الناحية (فَأَخْرَجَ بِهِ) أي بسبب الماء (مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) فإذا كان الخلق وسائر النعم من الله سبحانه (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) شركاء من الأصنام أو غيرها (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنها باطلة ، وأنه ليس لله شريك.
[٢٤] (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتزعمون أنه ليس من الله سبحانه (فَأْتُوا بِسُورَةٍ) واحدة (مِنْ مِثْلِهِ) أي من مثل هذا المنزل ، ولو كان قصر سورة نحو (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٢) أو (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) (٣) (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) ، الذين يشهدون
__________________
(١) الذاريات : ٥٧.
(٢) الإخلاص : ٢.
(٣) الكوثر : ٢.