قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (١٥) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا
____________________________________
[١٦] (قُلْ) يا رسول الله للناس الذين زين لهم حب الشهوات (أَأُنَبِّئُكُمْ) أي هل تريدون أن أخبركم (بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) أي بأحسن من هذه الشهوات ، و «كم» خطاب للناس (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) المحرمات وعملوا حسب أوامر الله سبحانه (عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الآخرة (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت أشجارها ونخيلها وقصورها (خالِدِينَ فِيها) فإنهم يسكنون الجنة أبد الآبدين لا زوال لهم ولا تحويل (وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) أي نساء طاهرة من الأقذار الظاهرية كالحيض والوساخة ، والأقذار الباطنية كسوء الخلق والحقد والعداوة (وَ) أكبر من كل ذلك (رِضْوانٌ مِنَ اللهِ) فإن الله راض عنهم ومتى شعر الإنسان برضى الله سبحانه منه تنعم بأفضل نعمة نفسية كما لو علم فرد من الرعية أن الملك يحبه ويرضى عنه (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) خبير بأفعالهم وأعمالهم فيجازيهم حسب ما يفعلون.
[١٧] ثم وصف سبحانه المتقين الذين سبق ذكرهم بقوله «للذين اتقوا» فالمتقون هم (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا) أي صدقنا بك وبرسلك وبما أمرت ووعدت (فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) أي تجاوز عما صدر منا من