عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (١٩٤) فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ
____________________________________
(عَلى) لسان (رُسُلِكَ) وأنبيائك (وَلا تُخْزِنا) أي لا تفضحنا (يَوْمَ الْقِيامَةِ) على رؤوس الأشهاد (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) الذي وعدته للمؤمنين بسعادة الدنيا وخير الآخرة.
[١٩٦] (فَاسْتَجابَ لَهُمْ) أي لهؤلاء المؤمنين الذين دعوا بالأدعية السابقة (رَبُّهُمْ) أي لبّى دعوتهم وقبل كلامهم ، قائلا : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) أيها المؤمنون (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) فكل مؤمن محفوظ عمله ليعطي جزاءه (بَعْضُكُمْ) أيها المؤمنون (مِنْ بَعْضٍ) فكلكم من جنس واحد في نصرة بعضكم ولستم كالكافرين الذين ليس بعضهم من بعض بل بعضهم يباين بعضا فلكل فئة منهم لون وصبغة (فَالَّذِينَ هاجَرُوا) إلى المدينة (وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) أخرجهم المشركون من مكة. والآية عامة لكل مهاجر عن دياره ، ومخرج من بلاده (وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) لأنهم آمنوا وأطاعوا (وَقاتَلُوا) لأجل الله سبحانه (وَقُتِلُوا) قتلهم الكفار (لَأُكَفِّرَنَ) أي أمحونّ (عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) فلا آخذهم بها (وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي تحت نخيلها وقصورها ـ كما تقدم ـ (ثَواباً) أي جزاء لهم (مِنْ عِنْدِ اللهِ) على أعمالهم ومشاقهم في سبيله