وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (١٩٥) لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (١٩٦) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٩٧) لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (١٩٨)
____________________________________
(وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) أي الجزاء الحسن ، وليس كغيره ممن لا يقدر ولا يملك الثواب الحسن.
[١٩٧] وهنا يتأمل الإنسان كيف يكون الكفار في هذه النعمة والراحة والسياحة والأسفار والثمار ، والمسلمون مضطهدين يخرجون من بلادهم ويؤذون ، مع أن الله سبحانه ناصرهم وظهيرهم؟ ويأتي الجواب : (لا يَغُرَّنَّكَ) وأصل الغرور إيهام حال السرور فيما الأمر بخلافه ، فالمعنى لا يوهمنك يا رسول الله أن الكفار في سرور (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) فإن تقلبهم لا يعود إليهم بنفع.
[١٩٨] فإن ذلك (مَتاعٌ قَلِيلٌ) أي يتمتعون بذلك في زمان قليل (ثُمَّ مَأْواهُمْ) مصيرهم (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) أي ساء ذلك المستقر لهم.
[١٩٩] (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) بأن آمنوا وأطاعوا فإنهم وإن كانوا في أذية وضغط فعلا (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) الجارية (خالِدِينَ فِيها) أبدا لا متاع قليل كمتاع الكفار في الدنيا (نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ) النزل ما يعدّ للضيف من الكرامة والبرّ والطعام والشراب (وَما عِنْدَ اللهِ) من الثواب والكرامة (خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) من تقلب الكفار.