يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (١) وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ
____________________________________
[٢] (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ) بإطاعة أوامره ونواهيه ، وهذه الفاتحة تلائم خاتمة سورة آل عمران حيث قال سبحانه : (وَاتَّقُوا اللهَ)(الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) هي نفس آدم أبي البشر عليهالسلام (وَخَلَقَ مِنْها) أي من تلك النفس ، إما بالخلق من فضلة طينته ، أو المراد من جنس تلك النفس (زَوْجَها) وهي حواء عليهاالسلام ، فإن هذا الإله الخالق القادر حقيق بالتقوى ، ولا يخفى أن ذلك لا ينافي خلق زوجتين جديدتين لهابيل وقابيل حتى نشأ منهما أبناء عمّ ـ كما عن الأئمة عليهمالسلام ـ إذ الكلام في ابتداء الخلقة (وَبَثَ) أي نشر وفرق (مِنْهُما) أي من هاتين النفسين (رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) وهذا أيضا لا ينافي إذ أصل البث منهما ، ولعل عدم ذكر لفظة «كثير» هنا لمعلومية ذلك ، أو للتفنن في العبارة والذي هو من أساليب البلاغة (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ) أي يسأل بعضكم بعضا بسببه فتقولون : أسألك بالله إلّا ما فعلت كذا ، وصنعت كذا (وَالْأَرْحامَ) أي اتقوا الأرحام ، وتقوى الله عدم مخالفته ، وتقوى الأرحام عدم قطعها ، وهذا مناسب لما سبق من خلقهم جميعا من نفس واحدة ، فهم متشابكون من أسرة واحدة ، فلا ينبغي لبعضكم أن يقطع بعضا (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) يرقب أعمالكم وأقوالكم ونياتكم ، فلا تفعلوا ما يوجب سخطه وعذابه وعقابه.
[٣] (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) أي أعطوا اليتامى الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم وورثوا منهم أموالهم التي بأيديكم أيها الأوصياء ، أو كل من