فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (١٧٢) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧٣) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (١٧٤)
____________________________________
(فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) الحشر هو الجمع ، أي يجمعهم يوم القيامة جميعا ليجازيهم باستكبارهم. و «إليه» ليس للمكان لأنه سبحانه منزّه عنه ، بل المراد : المحل المعدّ لقضائه وجزائه.
[١٧٤] (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) إيمانا صحيحا (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الصالحات (فَيُوَفِّيهِمْ) أي يعطيهم عطاء كاملا تاما (أُجُورَهُمْ) التي وعد الله لهم (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) أي يزيدهم على ما كان قد وعدهم به من الجزاء على أعمالهم الحسنة تفضّلا منه وكرما (وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا) عن عبادته وطاعته (فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً) أي مؤلما (وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا) يتولى أمورهم وينجيهم من عذاب الله (وَلا نَصِيراً) ينصرهم.
[١٧٥] (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ) أي حجة ودليل يدلّكم على الحق (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) أي نورا واضحا وهو القرآن ، فكما أن النور يهدي الإنسان إلى طريقه في ظلمات الليل ونحوه ، كذلك القرآن يهدي الإنسان إلى طريقه في ظلمات الحياة ، وبهذا