فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً (١٧٥) يَسْتَفْتُونَكَ
____________________________________
المعنى يعني (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١).
[١٧٦] (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ) إيمانا صحيحا كما أمر العقل والشرع (وَاعْتَصَمُوا بِهِ) أي تمسكوا بالله في أمورهم ، أو أن الضمير «به» يرجع إلى النور (فَسَيُدْخِلُهُمْ) يوم القيامة (فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ) سبحانه يرحمهم بها ويتفضل عليهم بالجنة (وَفَضْلٍ) أي زيادة على ما استحقوا (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ) أي يرشدهم إلى نفسه ، كما قال سبحانه : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) (٢) ، (صِراطاً مُسْتَقِيماً) أي جادة مستقيمة ، فهم يصلون إلى الحقائق والسعادة في صراط مستقيم ، حيث أنهم اتبعوا الدعوة ولبّوا الداعي. ومفهوم الآية : أن الذين كفروا بالله واعتصموا بسواه فسيدخلهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ويضلهم ضلالا بعيدا. وما في بعض الأخبار من تفسير «النور» بأمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهمالسلام فإن ذلك من باب أظهر المصاديق ، كما قد تكرّر بيانه.
[١٧٧] في حديث أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان مريضا فعاده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسأل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلا : إن لي كلالة ـ أي أخوات ـ فكيف أصنع في مالي بالنسبة إلى ميراثهن؟ فنزلت الآية (٣) (يَسْتَفْتُونَكَ) أي يطلبون منك الفتوى يا رسول الله ، ولهذه الآية ربط بما سبق في حكم
__________________
(١) النور : ٣٦.
(٢) محمد : ١٨.
(٣) راجع كتاب فقه القرآن : ج ٢ ص ٣٣٨.