بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ
____________________________________
بِالْأَزْلامِ) الاستقسام طلب القسمة ، والأزلام جمع «زلم» وهو القدح أي السهام ، فقد كان أهل الجاهلية يشترون جزورا ثم يكتبون على سهام عشرة أسماء خاصة ، فلسهم حصة واحدة ، ولسهم حصتان ، وهكذا إلى سبعة حصص ، ويتركون ثلاثة أسهم لا حصة لها ، ثم يجتمعون عشرة أشخاص فيخرج سهم باسم شخص ويعطى بمقدار حصة السهم لذلك الشخص وهكذا .. بعد ما كانوا يقسمون الجذور ثمانية وعشرين قسما ، أما ثمن الجزور فقد كان على من يخرج باسم السهام التي لا حصة لها. وهذا نوع من القمار فحرمه الإسلام.
(ذلِكُمْ) أي الاستقسام بالأزلام أو جميع ما سبق من المحرمات ، إتيانها (فِسْقٌ) والفسق هو الخروج عن الطاعة وارتكاب المعصية (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) قال في «مجمع البيان» : ليس يريد يوما بعينه ، بل معناه : «الآن يئس الكافرون من دينكم» (١). وروى القمي : إنه يوم نصب الإمام عليهالسلام (٢) وهذا هو الأوفق بما تواترت به النصوص وذكره المفسرون من شأن نزول آية الإكمال ، فقد كان الكفار يترقبون أن يترك الرسول الأمر سدىّ حتى إذا قبض ولم يقم له خلف انقضوا على الإسلام يهدمونه ، فلما نصب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الإمام يئسوا من ذلك حيث كانوا يعلمون كفاية الإمام وقدرته العظيمة ، ولذا لما مات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلم الكفار والمنافقين باغتصاب الخلافة انقضوا على الإسلام يريدون
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٣ ص ٢٧٣.
(٢) تفسير القمي : ج ١ ص ١٦٢.