وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
____________________________________
الذبيحة التي ذكر اسم غير الله عليها عند الذبح ـ كما تقدم في سورة البقرة (١) (وَالْمُنْخَنِقَةُ) وهي ما خنقت بأي نحو كان (وَالْمَوْقُوذَةُ) الوقذ هو الضرب ، أي التي ضربت حتى ماتت (وَالْمُتَرَدِّيَةُ) التردي : الوقوع من مكان عال ، والمراد بها : التي وقعت من مكان عال فماتت ، وقد كان أهل الجاهلية يقتلون الحيوان بهذه الكيفيات (وَالنَّطِيحَةُ) وهي التي ينطحها غيرها فتموت (وَما أَكَلَ السَّبُعُ) فريسة السبع : وهي التي أكل الحيوان المفترس بعضها وأبقى بعضا ، فإنه يحرم أكل الباقي (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) التذكية لغة هي «تمام الشيء» والمراد بها هنا : تحليل الحيوان بإجراء السنن الشرعية عليه من كون الذابح مسلما ، والتوجه إلى القبلة بالذبيحة ، وكون آلة التذكية من حديد ، وذكر الله حالة الذبح ، وفري الأوداج الأربعة ، والمراد : الاستثناء من (ما أَكَلَ السَّبُعُ) وإن كان الحكم عاما أي أنه لو أدركتم ما أكله السبع فذكيتموه فهو حلال.
وإدراكها ما عن الباقرين عليهماالسلام حيث قالا : «إن أدنى ما يدرك به الذكاة أن تدركه يتحرك أذنه أو ذنبه أو تطرف عينه» (٢).
(وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) جمع «نصاب» وهي الحجارة التي كانوا يعبدونها ، أي التي تذبح باسم الأوثان تقرّبا إليها (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
__________________
(١) البقرة : ١٧٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٦٢ ص ١٠٧.