فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)
____________________________________
وقد كان ذلك عند نصب الرسول للإمام أمير المؤمنين خليفته الرسمي بعد منصرفه من حجة الوداع بمحضر مائه وعشرين ألف من الأصحاب من الرجال والنساء ، فصعد المنبر وخطب خطبة طويلة ثم قال : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» (١) وهو آخذ بكف علي. ونزل عن المنبر وأمر المسلمين أن يسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، وبقوا هناك ثلاثة أيام حتى تمت البيعة ثم قفلوا راجعين إلى المدينة.
(فَمَنِ اضْطُرَّ) إلى أكل المحرمات المذكورة (فِي مَخْمَصَةٍ) وهي «القحط» يسمى بذلك لإيجابه خمص البطون جوعا (غَيْرَ مُتَجانِفٍ) أي في حال كون المضطر لم يمل (لِإِثْمٍ) فإن «الجنف» بمعنى الميل ، فلا يفرط في الأكل ، كأن يكون محتاجا إلى شرب نصف رطل من الخمر ـ مثلا ـ فيشرب رطلا ، وكذا بالنسبة إلى الميتة وسائر المحرمات (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) يستر هذه السيئة الذاتية بمعنى عدم العقاب عليها (رَحِيمٌ) يرحم الناس فلا يجبرهم على الترك حتى عند أشد الضرورات.
[٥] وبعد بيان قسم من المحرمات ، يأتي السياق لبيان قسم من المحللات لتتعادل الكفتان ، وقد ورد في سبب نزول هذه الآية : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بقتل الكلاب (٢) ، فسئل عن الاستثناء ، فنزلت الآية تحلل ما يصطاده
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٩٥.
(٢) فقه القرآن : ج ٢ ص ٢٤٥.