يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ
____________________________________
الكلاب المعلمة والتي فيها نفع ، ونهت عن إمساك ما لا نفع فيه وأمرت بقتل الكلب العقور وما يضر ويؤذي (يَسْئَلُونَكَ) يا رسول الله (ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ) من المأكولات بقرينة السياق (قُلْ) يا رسول الله : (أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) والطيب هو الشيء الذي لا خبث فيه مما لا ينفر منه الطبع ، وإذن الشارع في بعض المأكولات دون بعض لهذا الميزان ، وإن لم يعرف العرف أن هذا طيب وهذا خبيث ، فما أباحه الشارع فهو طيب وإن ظنّه العرف خبيثا ، وما حرمه الشارع فهو خبيث وإن ظنّه العرف طيبا.
(وَ) أحل لكم صيد (ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ) وحذف المضاف أي «صيد» لدلالة قوله : (مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) ، و «الجوارح» جمع جارحة ، سمي بذلك الكلب وسائر السباع لأنها تجرح الصيد ، ثم خصّص سبحانه عموم الجوارح بقوله : (مُكَلِّبِينَ) أي في حال كونكم أصحاب كلاب معلّمة ، يقال : «كلّب الكلب» إذا علّمه الصيد (تُعَلِّمُونَهُنَ) أي الكلاب الجارحة.
(مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ) فإن الله قد علمكم تعليمهن ، ولعل الإتيان بضمير «هن» الذي هو للمؤنث العاقل لانسجام سياق التعليم والتعلم مع ذلك ، وإلا فالقاعدة «تعلموها» كما أن فائدة (مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ) لإيقاظ الضمير وتوجيهه إلى الله سبحانه ، فإن القرآن الحكيم يربط الأحكام والقصص بذاك الرباط العام وهو معرفة الله وسوق النفس إليه في كل مقام ومناسبة (فَكُلُوا) أيها الصائدون (مِمَّا أَمْسَكْنَ) أي